بالطبع كنت واحدة من هؤلاء الذين شاهدو لقاء النهائي الأفريقي بالاستاد، فهو
اللقاء الذي لا يمكن أن أشاهده من أي مكان آخر إلا الاستاد بذاته.
و أنا بطبعي لست من هؤلاء الذين يعتكفون في البيت لمدة 45 يوماً من شدة الحزن
بعد كل هزيمة، و لست أيضاً ممن يطالب بالتخلص من اللاعبين السيئين في تلك المباراة
بعد كل هزيمة أيضاً، بل أنا أكثر من يؤمن بمبدأ أن الفوز و الهزيمة أمرين واردين في
كرة القدم، و أكثر من يؤمن أيضاً بمبدأ أن هناك فريق قد يكون موفقاً و آخر قد يكون
غير موفقاً.
الحمد لله على كل شيء، أربع ضربات جزاء لم يتم احتسابهم في مجموع مباراتي
الذهاب و العودة، الفريق يحرم من مجهودات بركات بإنذار خاطئ .. الحمد لله على كل
شيء.
المباراة
و المباراة بشكل عام بدأها الأهلي بشكل جيد، و بشكل يتناسب مع حجم اللقاء و
المناسبة، و أدى لاعبو الأهلي بالأسلوب المعتاد، و بحذر حتى لا يسكن شباكهم هدف، و
في الوقت نفسه حاولوا بشتى الطرق إحراز هدف مبكر يريح الأعصاب و يهدئ من روع
المباراة، و نجح الأهلي بالفعل في تحقيق ذلك لولا العارضة، و هنا أذكر عدم التوفيق،
ثم تأتي كرة أبوتريكة التي احتسبها الحكم تسللاً، و حتى تلك الكرة الملغية أبت أن
تسكن الشباك.
و بشكل عام فلو كان الأهلي أحرز هدفاً في الشوط لكان الأمر اختلف تماماً، و
لابد هنا من أن نذكر أن الأهلي ليس الفريق المعتاد على أن يسكن هدفاً شباكه أولاً،
و على الرغم من أنها حدث ثلاث مرات في مباراة الزمالك في نهائي كأس مصر، لكن هذه
المرة الوضع يختلف خاصة أن الزمالك وقتها لعب مباراة مفتوحة، بينما لعب النجم
الساحلي مباراة مغلقة "بالضبة و المفتاح"، و في رأيي الشخصي فالهدف الذي سكن شباك
الأهلي أربك بالفعل كل الحسابات و أربك اللاعبين و لم يكن في الحسبان.
و على من ذلك كله نجح الأهلي في التعديل بعد ثلاث دقائق بالتمام و الكمال و
كانت نقطة إيجابية جداً، و وقتها تيقنت أن الأهلي وضع بالفعل يداً على الكأس، و بدأ
الإعصار الأهلاوي و لم يكن لدي شك أن دفاع النجم سيسقط حتماً في إحدى محاولات
الأهلي الهجومية المتتالية، إلا طرد عماد النحاس غير كل المفاهيم و أزم المباراة
بمعنى الكلمة.
و بمناسبة الطرد، ففريق النجم الساحلي لا أعتبره فريق قوي، و لا فريق
"تقيل"، و لا فريق يجيد اللعب الجماعي، الأمر كله يتلخص في أن النجم فريق "عادي"
يمتلك مهاجمين بإمكانيات متميزة للغاية و يجيدان التصرف في الكرة، و يجيدان أيضاً
اللعب على الهجمة المرتدة و هو ما حدث في كرة الطرد، و في أكثر من كرة
أخرى.
الطرد!
بعد الطرد أصبحت المباراة مثل القمار، فلعب جوزيه بالهجوم على حساب الدفاع،
و أخرج إسلام الشاطر الذي لم يستفيد منه الفريق هجومياً و لو بنسبة 1%، و تلخص دوره
في اتجاهي الخلف و الأمام و الرفع في بعض الأحيان و كأنه لا يوجد أي إمكانية أخرى
متاحة، بينما بدى جلبرتو غير جاهز للقاء على الإطلاق، و على الرغم من ذلك فلم يزل
أفضل خيار للجبهة اليسرى و ليس أحمد السيد، فمن من الصعب أن تلعب بجناحين يجيدان
الدفاع فقط و تلقى بالحمل كله على وسط الملعب، و بالمناسبة فكرة الطرد أوضحت فارق
سرعة رهيب بين مهاجم النجم و عماد النحاس .. و أعتقد أن بخبرة النحاس فكان من
الأفضل أن تسكن شباكنا هدفاً و متبقي نص ساعة، أفضل من أن نلعبها بعشرة لاعبين، بل
و ربما كان الحضري أنقذها.
و في رأيي الشخصي فأنيس بوجلبان مع فلافيو كانا أفضل لاعبي الأهلي، إلا أن
المباراة أظهرت جلياً معنى كلمة لاعب وسط مدافع يجيد التسديد على المرمى، و لا
أعتقد أنه لو كان معتز إينو موجوداً مثلاً باعتباره لاعب يجيد التسديد لكان الأمر
كذلك، و هو أمر يجب أن يلتفت له الجهاز الفني بحق، أو "كان" يجب أن يلتفت له الجهاز
.. فكم كرة أتت لحسن مصطفى و أنيس بوجلبان في أفضل وضعية للتسديد و يتملكهم الخوف
من المساءلة فتنتهي الكرة بتمريرة عادية و تضيع فرصة هدف حقيقية .. نعم فرصة
للتسديد من على منطقة الجزاء تعتبر فرصة حقيقية للتهديف!
أما التحكيم، فسار بشكل أكثر جيد جداً طوال اللقاء باستثناء عدم احتساب
ركلتي الجزاء لأبوتريكة أو للأحمد شديد أو حتى عندما لسمت الكرة يد المدافع .. و
"يا فرحتي" عندما يحتسب الحكم كل شيء و يضيع على الفريق هدفين، فكأن شيئاً لم يكن،
بخلاف ذلك فأعتقد أنه كان يجب أن يكون أفضل من ذلك في التعامل مع اللاعبين الذين
يضيعون الوقت، خاصة ذلك اللاعب الذي كان في جعبته إنذار و سقط مدعياً الإصابة و رفض
العرجون طلب الإسعاف له بعدما تأكد من أنه سليم و حذره شفوياً بدلاً من أن يعطيه
الإنذار الثاني و يطرده .. و أعتقد أن أي ركلة جزاء أو ذلك الكارت لو كان تم احتساب
أي منهما لكان الأمر اختلف كثيراً.
و في رأيي الشخصي، جوزيه أدار اللقاء
بشكل جيد لكنه لم يجيد التعامل مع حالة الطرد، و كانت أسوأ فعلة لجوزيه هي نزول
أحمد شديد قناوي، و لا أعلم كيف يغيب لاعب عن اللقاءات الرسمية لأشهر و يعود على
مباراة تحدد بطولة قارية، خاصة و أنه ليس اللاعب الخارق، بل هو لاعب يحتاج وقت
للياقة المباريات بالإضافة لضعف بنيته الجسمانية وسط الأجسام الضخمة للخصم، و أعتقد
أنه لو كان الأهلي أجرى تغييراً بنزول مهاجم يجيد الميل للوسط مثل أسامة حسني على
حساب لاعب وسط لكان أفضل باعتبار أن الوضع كان قد تدهور و الوقت كان يمر سريعاً، أو
حتى أن لا يجري الفريق أي تغييرات كان أفضل، فجلبرتو في أسوأ حالاته يكون أفضل من
أي لاعب آخر في الجبهة اليسرى إذا أخرجنا أحمد السيد من الحسابات باعتبار أنه لاعب
مساك في الأساس و ليس جناحاً.
مباراة اليوم تستحق أن نطلق عليها لقب مباراة لم يحالفنا فيها التوفيق، و
حالف الخصم فيها خاصة في الفرص التي ضاعت في الشوط الأول، لاسيماً أن الأهلي فريق
يجيد الحفاظ على تقدمه، بل أن تقدمه بهدف يعطيه المزيد من الثقة و الحماس لإحراز
هدف ثاني و ذلك.
لازم عقاب!
أسوأ ما في المباراة، و ما أعتبره يستحق عقاباً قاسياً على اللاعبين هي
الفترة ما بعد الهدف الثاني، فأسلوب لعب مانويل جوزيه الكل يعلم من خلاله احتمالية
أن يسكن شباكنا هدفاً، أما أن يتحول الأمر لاستسلام و استهتار و تختفي الغيرة على
اسم النادي، فهو أمر مرفوض تماماً و يستحق عقوبة قاسية .. نعم عقوبة قاسية على
دقيقتين لعبها الفريق دون روح، لأنه الأهلي، و لأن اسم الأهلي الذي يجب أن يغير
عليه كل من يرتدي فانلته و يقاتل في الملعب حتى اللحظة الأخيرة.
أكثر ما يحزنني في تلك الهزيمة أن الأهلي موسمه الدولي انتهى، فلا بطولة
عالم و لا بطولة سوبر أفريقي، و بالتأكيد أمر يحزن أي أهلاوي، أما ما أرفضه رفضاً
تاماً هو اللفظ "فشل" أو "نهاية العصر الذهبي"، فلا أعتقد أن الخسارة في النهائي
الثالث على التوالي يعتبر فشل .. المركز الأول في عامين متتاليين و المركز الثاني
في العام التالي لم تكن أبداً فشلاً ولا سقوطاً، و لا أعلم كيف تكون خسارة مباراة
نهاية لعصر أياً كان اسمه.
كررنا خطأنا
أما النقطة الأخرى الهامة التي أود الحديث عنها، فهي أحداث ما بعد مباراة
الذهاب، عندما حاولنا إقناع أنفسنا بأننا سنفوز في مباراة العودة لكننا لسنا
مغرورين أو لدينا ثقة زائدة .. في الواقع فقد حدث ذلك هذه المرة، و تجد نبرة
تصريحات اللاعبين بما معناه "مبروك دي لسة عليها شوية، عندما ماتش تاني في القاهرة"
بما معناه أنه كلمة "مبروك" قادمة في كل الأحوال لكن لا يصح قولها الآن، لأن لدينا
مباراة أخرى سنقول بعدها مبروك .. لاحظت ذلك بعد مباراة الذهاب في اللاعبين، عندما
اعتبر الجميع 0-0 خارج الأرض نتيجة جيدة.
نعم 0-0 خارج الأرض نتيجة جيدة لسبب واحد، لأنها نقلت المباراة لأرضك و وسط
جماهيرك، لكنها لم تعطيك أي أفضلية، على العكس، جعلت موفقك حساساً من سكون أي هدف
في مرماه و هو ما حدث للأهلي، أي هدف يأزم المباراة و يجعلها صعبة للغاية لاسيماً
عندما يكون أول أهداف اللقاء .. كجماهير الأهلي تملكتنا نفس الروح التي تملكتنا قبل
اللعب في اليابان 2005، و كأننا سنفوز بمركز جيد في تلك البطولة بمنتهى السهولة و
حدث العكس، نفس الأمر، كجمهور لم نعطي المباراة حقها، و حرص كل شخص على اصطحاب
عائلته و أصدقاءه و صديقاته لأنه سيكون يوم رائع، يوم التتويج الأفريقي، دون أن نضع
احتمالاً آخر هو التعادل الإيجابي و الخسارة، أو الهزيمة على أرضنا و الخسارة، أو
الهزيمة الثقيلة على أرضنا و الخسارة، و قد حدث الخيار الثالث، و بالمناسبة فأنا لا
أستثني نفسي من ذلك الأمر.
رسالة:
أخيراً و ليس آخراً، فلابد أيضاً أن أتحدث عن عنصر "الشماتة" الذي يظهر بعد
كل هزيمة، و لاسيماً هزيمة في مباراة مثل المباراة النهائية، فيجب أن أوجه رسالة
لأصحاب المقولات الساذجة مثل "هو ده مستواكو" و "فضحتونا" أو كل تلك الأقاويل.
الرسالة محتواها أنه عندما تكون خسارة الأهلي دولياً في بطولة لا ينافس فيها
أي فريق مصري آخر، عندما تكون مصدر سعادة للجماهير الأخرى، و عندما تعتبر نجاحاً
لجماهير الفرق الأخرى، و عندما تعتبر انتصاراً للحق و كسر للاحتكار، فهو يبين و
يوضح الفارق الكبير بين الأهلي و تلك الفرق، نعم الأهلي فاز ببطولات متتالية كثيرة
للغاية لدرجة أن أي سقوط للأهلي من أي نوع سواء في مباراة ودية، أو في مباراة
بالدوري لا قيمة لها، أو مباراة كبيرة، يعتبر نجاح كبير و انتصار للفرق الأخرى.
حقاً الفارق كبير، و كبير بشكل لا يوصف بين الأهلي و بقية الفرق المصرية، و
الأهلي يسير في اتجاه و كل تلك الفرق في اتجاه آخر، و بالفعل أحمد الله يوماً بعد
يوم أني أهلاوي، فأن تصل لثلاث مباريات نهائية و تفوز في إثنين منهم و تخسر واحدة
أفضل من أن تغيب من على الساحة الدولية تماماً، و تخرج من الأدوار التمهيدية بعد أن
تصل للبطولة بصعوبة باحتلالك المركز الثاني في الدوري بعد منافسة شرسة من الفرق
الأخرى التي كانت تنافس على المركز الثاني أيضاً لاغيين من حسبانهم فكرة الفوز
بالمركز الأول.
نعم، تلك هي مشكلتنا كجمهور الأهلي .. اعتدنا على الفوز، لم يعد الفوز مصدر
سعادة لنا بقدر ما تكون الهزيمة مصدر حزن، و هذا ما أحسد عليه جماهير الاتحاد
السكندري و غزل المحلة و المصري و غيرها من تلك الفرق التي تقدر جماهيرها قيمة
الفوز .. نعم يجب أن نقدر قيمة الفوز و نعرف كيف هو صعب تحقيقه، و ليس أن يصبح
أمراً طبيعياً "مش فارق معانا" بينما تظل الهزيمة هي الكارثة.
اللقاء الذي لا يمكن أن أشاهده من أي مكان آخر إلا الاستاد بذاته.
و أنا بطبعي لست من هؤلاء الذين يعتكفون في البيت لمدة 45 يوماً من شدة الحزن
بعد كل هزيمة، و لست أيضاً ممن يطالب بالتخلص من اللاعبين السيئين في تلك المباراة
بعد كل هزيمة أيضاً، بل أنا أكثر من يؤمن بمبدأ أن الفوز و الهزيمة أمرين واردين في
كرة القدم، و أكثر من يؤمن أيضاً بمبدأ أن هناك فريق قد يكون موفقاً و آخر قد يكون
غير موفقاً.
الحمد لله على كل شيء، أربع ضربات جزاء لم يتم احتسابهم في مجموع مباراتي
الذهاب و العودة، الفريق يحرم من مجهودات بركات بإنذار خاطئ .. الحمد لله على كل
شيء.
المباراة
و المباراة بشكل عام بدأها الأهلي بشكل جيد، و بشكل يتناسب مع حجم اللقاء و
المناسبة، و أدى لاعبو الأهلي بالأسلوب المعتاد، و بحذر حتى لا يسكن شباكهم هدف، و
في الوقت نفسه حاولوا بشتى الطرق إحراز هدف مبكر يريح الأعصاب و يهدئ من روع
المباراة، و نجح الأهلي بالفعل في تحقيق ذلك لولا العارضة، و هنا أذكر عدم التوفيق،
ثم تأتي كرة أبوتريكة التي احتسبها الحكم تسللاً، و حتى تلك الكرة الملغية أبت أن
تسكن الشباك.
و بشكل عام فلو كان الأهلي أحرز هدفاً في الشوط لكان الأمر اختلف تماماً، و
لابد هنا من أن نذكر أن الأهلي ليس الفريق المعتاد على أن يسكن هدفاً شباكه أولاً،
و على الرغم من أنها حدث ثلاث مرات في مباراة الزمالك في نهائي كأس مصر، لكن هذه
المرة الوضع يختلف خاصة أن الزمالك وقتها لعب مباراة مفتوحة، بينما لعب النجم
الساحلي مباراة مغلقة "بالضبة و المفتاح"، و في رأيي الشخصي فالهدف الذي سكن شباك
الأهلي أربك بالفعل كل الحسابات و أربك اللاعبين و لم يكن في الحسبان.
و على من ذلك كله نجح الأهلي في التعديل بعد ثلاث دقائق بالتمام و الكمال و
كانت نقطة إيجابية جداً، و وقتها تيقنت أن الأهلي وضع بالفعل يداً على الكأس، و بدأ
الإعصار الأهلاوي و لم يكن لدي شك أن دفاع النجم سيسقط حتماً في إحدى محاولات
الأهلي الهجومية المتتالية، إلا طرد عماد النحاس غير كل المفاهيم و أزم المباراة
بمعنى الكلمة.
و بمناسبة الطرد، ففريق النجم الساحلي لا أعتبره فريق قوي، و لا فريق
"تقيل"، و لا فريق يجيد اللعب الجماعي، الأمر كله يتلخص في أن النجم فريق "عادي"
يمتلك مهاجمين بإمكانيات متميزة للغاية و يجيدان التصرف في الكرة، و يجيدان أيضاً
اللعب على الهجمة المرتدة و هو ما حدث في كرة الطرد، و في أكثر من كرة
أخرى.
الطرد!
بعد الطرد أصبحت المباراة مثل القمار، فلعب جوزيه بالهجوم على حساب الدفاع،
و أخرج إسلام الشاطر الذي لم يستفيد منه الفريق هجومياً و لو بنسبة 1%، و تلخص دوره
في اتجاهي الخلف و الأمام و الرفع في بعض الأحيان و كأنه لا يوجد أي إمكانية أخرى
متاحة، بينما بدى جلبرتو غير جاهز للقاء على الإطلاق، و على الرغم من ذلك فلم يزل
أفضل خيار للجبهة اليسرى و ليس أحمد السيد، فمن من الصعب أن تلعب بجناحين يجيدان
الدفاع فقط و تلقى بالحمل كله على وسط الملعب، و بالمناسبة فكرة الطرد أوضحت فارق
سرعة رهيب بين مهاجم النجم و عماد النحاس .. و أعتقد أن بخبرة النحاس فكان من
الأفضل أن تسكن شباكنا هدفاً و متبقي نص ساعة، أفضل من أن نلعبها بعشرة لاعبين، بل
و ربما كان الحضري أنقذها.
و في رأيي الشخصي فأنيس بوجلبان مع فلافيو كانا أفضل لاعبي الأهلي، إلا أن
المباراة أظهرت جلياً معنى كلمة لاعب وسط مدافع يجيد التسديد على المرمى، و لا
أعتقد أنه لو كان معتز إينو موجوداً مثلاً باعتباره لاعب يجيد التسديد لكان الأمر
كذلك، و هو أمر يجب أن يلتفت له الجهاز الفني بحق، أو "كان" يجب أن يلتفت له الجهاز
.. فكم كرة أتت لحسن مصطفى و أنيس بوجلبان في أفضل وضعية للتسديد و يتملكهم الخوف
من المساءلة فتنتهي الكرة بتمريرة عادية و تضيع فرصة هدف حقيقية .. نعم فرصة
للتسديد من على منطقة الجزاء تعتبر فرصة حقيقية للتهديف!
أما التحكيم، فسار بشكل أكثر جيد جداً طوال اللقاء باستثناء عدم احتساب
ركلتي الجزاء لأبوتريكة أو للأحمد شديد أو حتى عندما لسمت الكرة يد المدافع .. و
"يا فرحتي" عندما يحتسب الحكم كل شيء و يضيع على الفريق هدفين، فكأن شيئاً لم يكن،
بخلاف ذلك فأعتقد أنه كان يجب أن يكون أفضل من ذلك في التعامل مع اللاعبين الذين
يضيعون الوقت، خاصة ذلك اللاعب الذي كان في جعبته إنذار و سقط مدعياً الإصابة و رفض
العرجون طلب الإسعاف له بعدما تأكد من أنه سليم و حذره شفوياً بدلاً من أن يعطيه
الإنذار الثاني و يطرده .. و أعتقد أن أي ركلة جزاء أو ذلك الكارت لو كان تم احتساب
أي منهما لكان الأمر اختلف كثيراً.
و في رأيي الشخصي، جوزيه أدار اللقاء
بشكل جيد لكنه لم يجيد التعامل مع حالة الطرد، و كانت أسوأ فعلة لجوزيه هي نزول
أحمد شديد قناوي، و لا أعلم كيف يغيب لاعب عن اللقاءات الرسمية لأشهر و يعود على
مباراة تحدد بطولة قارية، خاصة و أنه ليس اللاعب الخارق، بل هو لاعب يحتاج وقت
للياقة المباريات بالإضافة لضعف بنيته الجسمانية وسط الأجسام الضخمة للخصم، و أعتقد
أنه لو كان الأهلي أجرى تغييراً بنزول مهاجم يجيد الميل للوسط مثل أسامة حسني على
حساب لاعب وسط لكان أفضل باعتبار أن الوضع كان قد تدهور و الوقت كان يمر سريعاً، أو
حتى أن لا يجري الفريق أي تغييرات كان أفضل، فجلبرتو في أسوأ حالاته يكون أفضل من
أي لاعب آخر في الجبهة اليسرى إذا أخرجنا أحمد السيد من الحسابات باعتبار أنه لاعب
مساك في الأساس و ليس جناحاً.
مباراة اليوم تستحق أن نطلق عليها لقب مباراة لم يحالفنا فيها التوفيق، و
حالف الخصم فيها خاصة في الفرص التي ضاعت في الشوط الأول، لاسيماً أن الأهلي فريق
يجيد الحفاظ على تقدمه، بل أن تقدمه بهدف يعطيه المزيد من الثقة و الحماس لإحراز
هدف ثاني و ذلك.
لازم عقاب!
أسوأ ما في المباراة، و ما أعتبره يستحق عقاباً قاسياً على اللاعبين هي
الفترة ما بعد الهدف الثاني، فأسلوب لعب مانويل جوزيه الكل يعلم من خلاله احتمالية
أن يسكن شباكنا هدفاً، أما أن يتحول الأمر لاستسلام و استهتار و تختفي الغيرة على
اسم النادي، فهو أمر مرفوض تماماً و يستحق عقوبة قاسية .. نعم عقوبة قاسية على
دقيقتين لعبها الفريق دون روح، لأنه الأهلي، و لأن اسم الأهلي الذي يجب أن يغير
عليه كل من يرتدي فانلته و يقاتل في الملعب حتى اللحظة الأخيرة.
أكثر ما يحزنني في تلك الهزيمة أن الأهلي موسمه الدولي انتهى، فلا بطولة
عالم و لا بطولة سوبر أفريقي، و بالتأكيد أمر يحزن أي أهلاوي، أما ما أرفضه رفضاً
تاماً هو اللفظ "فشل" أو "نهاية العصر الذهبي"، فلا أعتقد أن الخسارة في النهائي
الثالث على التوالي يعتبر فشل .. المركز الأول في عامين متتاليين و المركز الثاني
في العام التالي لم تكن أبداً فشلاً ولا سقوطاً، و لا أعلم كيف تكون خسارة مباراة
نهاية لعصر أياً كان اسمه.
كررنا خطأنا
أما النقطة الأخرى الهامة التي أود الحديث عنها، فهي أحداث ما بعد مباراة
الذهاب، عندما حاولنا إقناع أنفسنا بأننا سنفوز في مباراة العودة لكننا لسنا
مغرورين أو لدينا ثقة زائدة .. في الواقع فقد حدث ذلك هذه المرة، و تجد نبرة
تصريحات اللاعبين بما معناه "مبروك دي لسة عليها شوية، عندما ماتش تاني في القاهرة"
بما معناه أنه كلمة "مبروك" قادمة في كل الأحوال لكن لا يصح قولها الآن، لأن لدينا
مباراة أخرى سنقول بعدها مبروك .. لاحظت ذلك بعد مباراة الذهاب في اللاعبين، عندما
اعتبر الجميع 0-0 خارج الأرض نتيجة جيدة.
نعم 0-0 خارج الأرض نتيجة جيدة لسبب واحد، لأنها نقلت المباراة لأرضك و وسط
جماهيرك، لكنها لم تعطيك أي أفضلية، على العكس، جعلت موفقك حساساً من سكون أي هدف
في مرماه و هو ما حدث للأهلي، أي هدف يأزم المباراة و يجعلها صعبة للغاية لاسيماً
عندما يكون أول أهداف اللقاء .. كجماهير الأهلي تملكتنا نفس الروح التي تملكتنا قبل
اللعب في اليابان 2005، و كأننا سنفوز بمركز جيد في تلك البطولة بمنتهى السهولة و
حدث العكس، نفس الأمر، كجمهور لم نعطي المباراة حقها، و حرص كل شخص على اصطحاب
عائلته و أصدقاءه و صديقاته لأنه سيكون يوم رائع، يوم التتويج الأفريقي، دون أن نضع
احتمالاً آخر هو التعادل الإيجابي و الخسارة، أو الهزيمة على أرضنا و الخسارة، أو
الهزيمة الثقيلة على أرضنا و الخسارة، و قد حدث الخيار الثالث، و بالمناسبة فأنا لا
أستثني نفسي من ذلك الأمر.
رسالة:
أخيراً و ليس آخراً، فلابد أيضاً أن أتحدث عن عنصر "الشماتة" الذي يظهر بعد
كل هزيمة، و لاسيماً هزيمة في مباراة مثل المباراة النهائية، فيجب أن أوجه رسالة
لأصحاب المقولات الساذجة مثل "هو ده مستواكو" و "فضحتونا" أو كل تلك الأقاويل.
الرسالة محتواها أنه عندما تكون خسارة الأهلي دولياً في بطولة لا ينافس فيها
أي فريق مصري آخر، عندما تكون مصدر سعادة للجماهير الأخرى، و عندما تعتبر نجاحاً
لجماهير الفرق الأخرى، و عندما تعتبر انتصاراً للحق و كسر للاحتكار، فهو يبين و
يوضح الفارق الكبير بين الأهلي و تلك الفرق، نعم الأهلي فاز ببطولات متتالية كثيرة
للغاية لدرجة أن أي سقوط للأهلي من أي نوع سواء في مباراة ودية، أو في مباراة
بالدوري لا قيمة لها، أو مباراة كبيرة، يعتبر نجاح كبير و انتصار للفرق الأخرى.
حقاً الفارق كبير، و كبير بشكل لا يوصف بين الأهلي و بقية الفرق المصرية، و
الأهلي يسير في اتجاه و كل تلك الفرق في اتجاه آخر، و بالفعل أحمد الله يوماً بعد
يوم أني أهلاوي، فأن تصل لثلاث مباريات نهائية و تفوز في إثنين منهم و تخسر واحدة
أفضل من أن تغيب من على الساحة الدولية تماماً، و تخرج من الأدوار التمهيدية بعد أن
تصل للبطولة بصعوبة باحتلالك المركز الثاني في الدوري بعد منافسة شرسة من الفرق
الأخرى التي كانت تنافس على المركز الثاني أيضاً لاغيين من حسبانهم فكرة الفوز
بالمركز الأول.
نعم، تلك هي مشكلتنا كجمهور الأهلي .. اعتدنا على الفوز، لم يعد الفوز مصدر
سعادة لنا بقدر ما تكون الهزيمة مصدر حزن، و هذا ما أحسد عليه جماهير الاتحاد
السكندري و غزل المحلة و المصري و غيرها من تلك الفرق التي تقدر جماهيرها قيمة
الفوز .. نعم يجب أن نقدر قيمة الفوز و نعرف كيف هو صعب تحقيقه، و ليس أن يصبح
أمراً طبيعياً "مش فارق معانا" بينما تظل الهزيمة هي الكارثة.
الإثنين 25 سبتمبر 2017, 7:56 am من طرف الاهلى
» العاب روحانيه ادخل مش هتندم
الأربعاء 28 مايو 2014, 12:39 am من طرف mays
» لعبه ايه امنيتك
السبت 03 مايو 2014, 12:06 am من طرف mays
» انا عضوه جديده
السبت 03 مايو 2014, 12:02 am من طرف mays
» لعبة الاوامر
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:54 pm من طرف mays
» والله دي لعبه هتجنني
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:47 pm من طرف mays
» قصة لمن يريد التزوج
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:32 pm من طرف mays
» اختبر شخصيتك ادخلوو لايفوتكم
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:29 pm من طرف mays
» الجائزة 1000 جنية يلا مستنين اية
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:25 pm من طرف mays
» اكلات خفيفة وسريعة التحضير
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:22 pm من طرف mays
» تعارف عضو زملكاوى جديد
الأحد 22 سبتمبر 2013, 1:59 pm من طرف الاهلى
» صور خطوبه عماد متعب على يارا نعوم)(حصريا على الاهلاوى الاول
الإثنين 25 فبراير 2013, 2:51 pm من طرف التفتيش
» كلمات نابعه من قلب محطم " تستحق القراءه
الخميس 03 يناير 2013, 12:34 pm من طرف eng sakariye
» من افلام جنيفر لوبيز فلم الاجرام والاثارة للكبار فقط مترجم 259 ميجا U Turn دي في دي
الإثنين 29 أكتوبر 2012, 4:45 am من طرف حبه ذبحني
» من افضل لاعب مصري
الجمعة 05 أكتوبر 2012, 3:53 am من طرف bada
» سجل دخولك على المنتدى بصلاه على النبى
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:55 pm من طرف زملكاوى صميم
» عايز تبعت رساله تهنئه بشهر رمضان ادخل وشوف وال تعجبك اكتبها
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:52 pm من طرف زملكاوى صميم
» عيد ميلاد الليله مين عيد ميلاد حبيبة قلبي ادخل هني بسرعه ...!!!
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:46 pm من طرف زملكاوى صميم
» **هنا بيانات كل الاعضاء**اتفضلم عرفم نفسكم **وتعرفم على غيركم **
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:36 pm من طرف زملكاوى صميم
» شريط شرين الجديد حبيت *كامل (حصريا)
الثلاثاء 04 سبتمبر 2012, 5:11 am من طرف komatso001
» هتضحك غصب عنك
الإثنين 27 أغسطس 2012, 10:49 pm من طرف moro
» بالصور.. تصاميم ملاعب قطر لكأس العالم 2022
الإثنين 27 أغسطس 2012, 10:42 pm من طرف moro
» ايه اكتر موقف محرج اتعرضت ليه؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين 27 أغسطس 2012, 10:39 pm من طرف moro
» ألبوم منوعات اغانى حزن وجرح اروع الاغانى
الثلاثاء 15 مايو 2012, 4:03 am من طرف a7med_al3aidy
» *ننفرد كعادتنا بالاغنيه التى هزت الوطن العربى *الضمير العربى *حصريا على الاهلاوى
الأربعاء 18 يناير 2012, 8:31 pm من طرف bibayou
» اجازة الربيع في دبي مع مكتب ترحال العربية
السبت 07 يناير 2012, 11:36 pm من طرف business
» اجازة الربيع في دبي مع مكتب ترحال العربية
الثلاثاء 03 يناير 2012, 6:40 pm من طرف business
» برنامج يحول الكتابه الى صوت رجل أو إمرأة
الخميس 22 ديسمبر 2011, 3:01 pm من طرف مصطفی
» البطاقه العائليه للرسول عليه الصلاة والسلام " ارجو التثبيت للأهمية"
الخميس 22 ديسمبر 2011, 2:43 pm من طرف مصطفی
» جوزية
الثلاثاء 22 نوفمبر 2011, 1:05 am من طرف loveُs angil