رسالة مفتوحة إلى الدكتور علاء صادق

السيد المحترم الدكتور علاء صادق، تحية طيبة من مسلم مصري عربي، يقدر ويحترم الدكتور علاء، وحريص على استمرار نجاحه بل والرقى لأعلى الدرجات، كصورة مشرفه للإعلام المصري.

لا ينكر محايد وعادل أنكم تمثلون نموذجاً مصرياً عربياً ناجحاً، للإعلام الرياضي الاحترافي، وخاصة الإعلام التليفزيوني، وكموسوعة علمية لا ينكرها حاقد، خاصة، في ظل خلو الساحة، من نموذج الإعلاميين المحترفين، حيث أن معظم الموجودين، يحتلون الشاشات بحكم مناصبهم بالاتحاد المصري لكرة القدم، وليس لعلمهم أو لخبرتهم الإعلامية، والباقين ليس لديهم أي رصيد في قلوب وعقول المشاهد، لأنهم "محشورون " حشرا في البرامج التليفزيونية الرياضية وكل مؤهلاتهم، أنهم لعبوا كرة القدم يوما ما، والأهم، رصيد هائل من التملق والتعصب، ويبدو أن الأمر سيظل على حاله لمدة ليست بالقصيرة ،لأن الظروف التي جاءت بهم لا يبدو أنها ستتغير على المدى القريب، وبالتالي فالعملة الرديئة قد قامت بطرد العملة الجيدة.


ونظرا لعدم فهم كل المحيطين بك في كل البرامج الرياضية لماهية الإعلام الرياضي والهدف منه وكيفية أدائه، فلقد رسبوا جميعا في اختبار تغطية مباراتي نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، سواء في القنوات الخاصة، أو المملوكة للدولة، ولم تسعفهم إمكانياتهم الإعلامية المحدودة، بالقيام بدورهم كمصريين في تمثيل مصر والدفاع عن سمعتها في مواجهة المحاولات والتجاوزات التي تمت من الجانب التونسي الشقيق، عن طريق بعض المسئولين اللامسئولين، والذين يفتقدون لمبادئ إدارة الأمور في حالة الفوز، مع استمرار الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الأشقاء، ببساطة شديدة، لأن هناك جولات قادمة كثيرة، وليس بالرياضة ضمان لتكرار تحقيق نفس النتائج.


من كل ما سبق، شعر المواطن المصري بقيمة الدكتور علاء صادق، وبأنه الوحيد في الساحة الذي يسعى للدفاع عن اسم مصر في مواجهة كل الهجمات التي اندفعت تجاهنا في آن واحد، مستغلة خسارة الفريق المصري في المسابقة.


ولكونكم أول من أعلن عن رفضه لأداء الحكم المغربي في المباراة النهائية، مستدلاً بشريط المباراة لإظهار عدد الأخطاء ومدى تأثيرها على نتيجة المباراة، ومستخدماً أسلوباً احترافياً متميزاً، فلقد ثارت عليكم أعدادا غير قليلة من أشقاءنا في دول المغرب العربي وبعض الدول العربية الشقيقة الأخرى، تتهمكم بالتجاوز في حق الحكم المغربي، ثم اتسعت مساحة الهجوم لتتهمكم بالتطاول على المملكة المغربية ملكاً وشعباً، وكذا التجاوز في حق إنسان مسلم.

السيد المحترم الدكتور علاء صادق


لا يخفي عليك، كما لا يخفي على كل المراقبين، أن من قاموا ويقومون بهذه الحملة، هم من الشباب الصغار، قليلي الخبرة، ومشتتي الانتماء، على اتساع بلادنا العربية.


بالطبع سيسعى الكثيرين لاتهام صاحب هذا الخطاب للوقوع تحت تأثير وهم نظرية المؤامرة، إلا أن الحقيقة، أن شبابنا العربي هو الهدف الأول لكل أعمال الإدارة الأمريكية وباقي القوى المؤيدة لها، لذا فهذا الشباب هو المستهدف الرئيسي من أعمال هذه القوى، التي تخطط أساساً لإشعاره باليأس والإحباط كلما حققت هذه القوى انتصارات عسكرية في مناطق من بلادنا، وعندما تفشل في تحقيق الانتصارات العسكرية، فإنها تقوم وضع شبابنا تحت تأثير ضغوط شديدة، لإقناعهم بفشل بلادهم وعدم قدرتها على مجاراة التقدم الغربي، وعلى الجانب الآخر، تقدم لهم البديل بدعوتهم وجذب اهتمامهم لتقليد نموذج الشباب بالمجتمع الأمريكي والمعروض لهم من خلال الأفلام والمسلسلات، ليتخذ شبابنا هذا النموذج ، القدوة التي يجب إتباعها في المأكل والملبس والاستمتاع، لذا، فإن أول نتائج هذه المخططات، هي عدم رضا شبابنا عن الواقع العربي لبلادهم، وبالتالي قلة الصبر وسرعة الاستثارة ضد أي تنفس من الجار أو الشقيق العربي، فما بالهم عندما يوهمهم بعض الإعلاميين الحاقدين بأن مصر تهينهم أو تسبهم.


أخي الكريم الدكتور علاء


بالطبع كلنا لاحظنا منذ فترة ليست بالقصيرة، الهجوم على مصر مع أول بادرة شك في اتخاذ مصر لمجرد رأى مخالف لتلك القلة التي تتربص بمصر، حتى أنهم وفي الألفية الثالثة، وصل بهم التمادي إلى اتهام مصر بأنها دولة وثنية، تُعظم الآثار والأصنام، ولا يخفي أن هذا حقدا على ما تملكه مصر من إرث حضاري سواء في الآثار أو في الإنسان المصري ذاته، ونسى هؤلاء أن من أقام هذه الحضارة هم أجدادنا شئنا أم أبينا، وخالفوا بأقوالهم واتهاماتهم النصوص الصريحة بالقرآن، التي تعفي المصري مما كان عليه أجداده من ديانات كما جاء ذكره مكررا للتأكيد:


"تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)" البقرة

"تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (141) " البقرة


المحترم الدكتور علاء صادق


إن المثال السابق ليدل دلالة واضحة، أن من يقوم بهذا الهجوم هو من الشباب الأهوج قليل العلم والخبرة، ومن هم في مستواه الإدراكي مهما بلغ عمره، أما العقلاء في كل البلاد العربية الشقيقة وهم الغالبية العظمى، فتعي تماما كل هذه الحقائق، وتعرف أن ما يربطنا بهم هي روابط أقوى من مجرد الجيرة، بل يربط بيننا ما هو أكبر بكثير من مجرد أحداث صغيرة أو مباراة كرة قدم، كالدين الواحد إلى جانب صلات الرحم، والدم، ولا يشاركون في مثل هذه الصغائر، بل وهم من المحافظين على متابعة أعمالك بصفة دائمة.


كما أن الدليل على عدم نيتهم المسبقة، باتهام مصر في شخصك، و الكيل بمكيالين والتربص بمصر، ففي الوقت الذي ظل فيه الإخوة التوانسة يقيمون الدنيا كلها، لترشيح العرجون من قبل الكاف لتحكيم المباراة، وبالطبع لم تكن الحملة طوال هذه المدة تشكر فيه أو تعدد حسناته، بل كانت الحملة تتحدث عن عدم حياد العرجون واحتمال قيامه بظلمهم في المباراة، وهو اتهام يدل على حكم التوانسة المسبق على وصف العرجون بأنه حكم غير جيد، ورغم كل هذا، لم نسمع عن اعتراض الإخوة المغاربة على كل هذا، ولم يؤرقهم حسهم وضميرهم الوطني، بأن كل هذه الإساءات موجهة إلى الشعب المغربي، واعتبروا أن هذه الاتهامات موجهة لفرد واحد، في حين أن الدنيا قامت ولم تقعد عندما كررت مصر نفس ما قالته صحف تونس، ولكن بناء على أدلة وأخطاء مسجلة في المباراة كلها تشير إلى التعمد وصدق الاتهام.


لذا، فلا تحزن مما يحدث أو يقال، فما يحدث ما هو إلا سلوك وتصرفات ناتجة عن حقد وغل شديدين ولا تصدر إلا عن أطفال، تستهدف مصر، لأن مصر مازالت محافظة على رفع رأسها برغم ما تمر به من ضائقة، ولم ينفجر شبابها يأسا مع فقدهم لكل أمل في أي فرصة عمل، وبرغم كل ما يمر به شبابنا، لم يسارع بتقليدهم في هوجه تغيير الانتماء وإعادة توجيه الأطباق، لتستقبل من أقمار الغرب، بدلا من الذوبان حباً ووجداً لأرضهم ولأهلها.


فلا تحزن لأنك واجهت كل هذا الغضب، بدلا عن مصر، ورسالتي هذه، لكي أبلغك، بأننا وكل المصريين معك فيما تواجهه، ولن يقلل كل ما يحدث من قيمتك العلمية أو الإعلامية.


أخي الكريم الدكتور علاء صادق


بالطبع كلنا يأمل أن تتوفر بإعلامنا الراضي نماذج كثيرة مشابهة لك، وأملنا أن تظل سيادتكم محط أنظار أبناءنا، وشبابنا، بل وكل الشباب العربي، ليسلكوا سلوككم، وينهجوا نهجكم، ولكن.


بالتأكيد أنت توافقني أن عهد الإقناع بالصوت العالي واستخدام السباب والشتائم قد ولى وانتهى، وأن المنطق والدليل والحجة والأسلوب الماهر في عرض الرأي، هو الأسلوب الأفضل لتحقيق الهدف، إن لم يكن الأمثل.


لذا، فكلنا أمل في الدكتور علاء صادق، ألا يعطى لكل مهاجميه فرصة لتبرير اتهاماتهم، من خلال استخدامكم لبعض الألفاظ في وصف الآخر والتي لا تناسب وضعكم العلمي والأخلاقي المعروف، سواء كان هذا الآخر مصرياً أو غير مصري فالأمر سواء عند اعتباركم الإعلامي المصري الوحيد الذي يعي ماهية ودور الإعلام، فضلا عما يجمعنا جميعاً بباقي شعوب الأمة كعرب وكمسلمين من روابط الدين، التي تنهانا بل وتنكر على المسلم أن يكون لعانا أو سبابا.


وبالطبع مصر وأنت في غنى تماماً عن هذا الأسلوب، ويكفينا إبداعكم العلمي، وحماستكم وحرصكم على توخي العدل والحياد في التحليل وتقييم الأداء الفني للعناصر والألوان التي تقومون بتقييمها، إلى جانب حجم حبكم وسرعة رد فعلكم عندما يتصل الأمر بالدفاع عن اسم وسمعة مصر.


أرجو ألا أن قد أسأت العرض، وأرجو ألا أكون قد سببت لكم أي إزعاج أو إحراج، وتأكد تماما أن باعثي ودافعي على ذلك، هو حب مصر، وحبكم في الله.


تقبل فائق احترامي وتمنياتي باستمرار الرقى، والتوفيق في مهمتكم السامية.

منقول من موقع الاهلى الرسمى

ميرسي ع الخبر

شكرا على مجهودك الرائع

شكرا اوووووووووووى ليك
وفعلا الدكتور علاء يستحق التحية والاحترام

شكرا ليك وفعلا علاء صادق راجل محترم جدا

شكرا على المرور