الاصابات عرقلت خطط المدرب

موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية
نجح القطريون في كسب المباراة لصالحهم قبل ان تبدأ عبر التحشيد الاعلامي الجماهيري هناك الذي وصل الى قناعة كاملة بان فوز فريقه على المنتخب العراقي يعني حصوله على إحدى بطاقات التأهل للجولة الثانية من التصفيات

وتعمد الاعلام هناك في استثمار تصريحات النجم العراقي احمد راضي وتحويرها بالشكل الذي يستفز رجل الشارع العادي وخلق حالة من التوتر والاندفاع طغت على احداث اللقاء منذ البداية وساهمت في خلق حالة من الالتفاف الجماهيري حول منتخب قطر الذي قدم واحدة من افضل مبارياته وساهم الهدف المبكر الذي سجله المجنس فابيو سيزار بسبب خطأ شخصي قاتل من علي حسين رحيمة في تأجيج الحالة المعنوية للقطريين مقابل تكريس حالة الارتباك في صفوف فريقنا الذي جاهد فيما بعد لاستعادة زمام المبادرة مثلما سعى عدنان حمد لاعادة الفريق الى سكة النجاح ونجح في ذلك الى حد ما الى ان اسلحته المتاحة لم تكن كافية لاحداث التغيير المطلوب.
ما قبل المباراة
لم يكن اي من المتابعين للمنتخب العراقي يتوقع ان تكون النتيجة بالشكل الذي انتهت اليه بل ان حالة الفوز هي ما كان يتوقعها الجميع او على اقل تقدير الخروج بنقطة التعادل مستندين الى وضعية خط دفاعنا وحارس مرمانا التي كانت في احسن حالاتها وبالتالي كان من الصعب اختراقه او النفاذ منه .. لا اريد ان ابرئ الملاك التدريبي او ابعد عنه تهمة التسبب في الخسارة فقد يكون له حصة في ذلك على اساس ان الخسارة لا اب لها الا المدرب الذي دائما ما يكون هو الضحية الا ان الامانة الصحفية تدفعني للقول بلا تردد ان عدنان حمد ومساعديه رسموا منهاجا دقيقا ومكثفا تم تطبيقه بقدرة عالية من الذكاء والفهم الدقيق للاعبين ووضعهم الخاص والعام وخلال وجودي كمرافق صحفي للفريق حرصت ان اكون قريبا من المدرب حتى في المحاضرات والجلسات الخاصة لمست لمس اليد حالة الالتزام والانضباط العالي والاندفاع الكبير من الجميع دون استثناء وتعامل حمد بطريقة فيها الكثير من الحكمة حتى مع الاشياء الصغيرة جدا التي تتعلق بطعام اللاعبين وملابسهم وقصة شعرهم وكانت الاستجابة رائعة .. الامر الذي وضعنا في حالة الاطمئنان على الفريق رغم الشكوك التي كانت تحيط بامكانية مشاركة اكثر من لاعب مهم بسبب الاصابات الكثيرة التي اجبرت الملاك الطبي لمواصلة العمل ليل نهار لتجهيز اللاعبين علي حسين رحيمة العائد توا من اصابة وكرار جاسم الذي التحق بالفريق وهو يشكو من اصابة ويونس محمود الذي كان يعاني من آلام في الظهر وصالح سدير الذي اصيب في مباراة فريقه الاخيرة في دوري ابطال اسيا اضافة الى اللاعب باسم عباس الذي لم يستطع الملاك الطبي رغم جلسات العلاج العديدة ان يعيده الى حالته الطبيعية واضطر فيما بعد لتبليغ المدرب بعدم جاهزيته للمباراة الامر الذي اجبر حمد على الغاء فكرة مشاركة هذا اللاعب المهم في خط الدفاع .
فرصة الاختبار الوحيدة
مباراة الكويت الودية كانت فرصة لكي يجرب المدرب المدافع البديل جاسم محمد حاجي ليشغل مكان باسم عباس كما هي فرصة للوصول الى قناعة الكاملة بشفاء اللاعبين المصابين فلعب بالتشكيلة التي كان ينوي خوض مباراة قطر بها باستثناء اراحة يونس محمود في الجزء الاول من المباراة حيث لعب مصطفى كريم بديلا عنه فاشرك اربعة مدافعين هم علي حسين رحيمة وجاسم غلام وجاسم محمد حاجي وحيدر عبد الامير وامامهم كلاعبي ارتكاز قصي منير وهيثم كاظم ومهدي كريم وهوار ملا محمد وكرار جاسم في الوسط ومصطفى كريم مهاجم صريح .. وكانت التوجيهات هي ذاتها التي قالها قبل مباراة قطر الرسمية نلعب بالهجوم السريع اعتمادا على سرعة الجناحين مهدي وهوار والتركيز على الكرات الثابتة وكرار جاسم يتحرك على الجوانب ولا نضغط بدون ان نرتد وليكون كرار رأس مثلث امام قصي وهيثم في حالة فقدان الكرة.
تغيير اضطراري
مطالبة كرار جاسم باستبداله بعد 23 دقيقة من مباراة الكويت وعدم ظهور جاسم محمد حاجي بالمستوى المطلوب اربك حسابات عدنان حمد الذي لم يجد حينها مناصا من اجراء تغيير بسيط في خطة اللعب حيث لعب ضد قطر بثلاثة مدافعين وامامهم لاعبي الارتكاز على اساس ان ذلك هو الحل لتعويض باسم عباس حيث لعب جاسم محمد غلام في اليسار وحيدر عبد الامير في اليمين وتلك الطريقة كانت ايضا من باب منح الثقة لعلي رحيمة الذي لم يكن متأكدا تماما من شفائه من اصابته على اساس وجود قصي وهيثم امامه لاعانته عند الحاجة لكن المشكلة كانت في عدم ظهور غلام بمستواه الحقيقي حتى وان جهته كانت مسرحا لهجمات متكررة واختراقات متعددة من قبل ايمرسون وفابيو سيزار.. ورغم استعادة لاعبينا لوضعهم الطبيعي وامتلاكهم الكرة اغلب الوقت الا ان الاخطاء الشخصية ظلت قائمة حتى انها تسببت بالهدف الثاني ..
القطريون تعاملوا بطريقة واقعية مع التفوق العراقي خاصة في منتصف الساحة التي كانت شاهدا على تفوق قصي منير وهيثم كاظم خاصة بالنسبة للاول الذي كان من اللاعبين القلائل الذين لم يهتزوا في تلك المباراة ووجود خط وسط قطر في اغلب اوقات المنازلة نفسه بموقف دفاعي خصوصا ان الهدف المبكر دفع القطريين ومن باب المحافظة عليه لتغطية المساحات على مشارف الجزاء مستخدما خط دفاع المنطقة لايقاف اكثر من مناورة يمكن ان يقوم بها هوار ملا محمد وكرار جاسم ويونس محمود..
واعتمد الفريق القطري جراء ذلك على الهجمات المرتدة السريعة ولعب سباستيان سوريا دورا بارزا في عملية الربط بين خط الدفاع و الهجوم الذي يقوده ايمرسون ورغم تفوق منتخبنا في هذه المنطقة الحيوية الا ان ما يعاب على اداء لاعبينا البطء في التحضير ودوران الكرة بين طول الملعب وعرضه قبل تنفيذ هجماته التي وجدت سدا دفاعيا متماسكا لم يخترق من العمق الامر الذي اضطر لاعبينا التسديد من مسافات بعيدة عن طريق هوار ملا محمد ومهدي كريم وعماد محمد لكن كراتهم لم تكن بتلك الدقة التي يمكن ان تصيب مرمى الخصم .
تغيير ضروري
لم تتغير الاحوال كثيرا في الشوط الثاني رغم الاقرار بان المدرب عدنان حمد كان موفقا في التبديلات التي اجراها لكنها لم تكن كافية لاخراج فريقنا من الوضع الصعب والضغط النفسي الذي كان عليه اللاعبون جميعا ..
البداية شهدت هجمات سريعة لكن القلق ظل قائما من الاختراقات المفاجاة للدفاع العراقي عن طريق الهجمات المرتدة السريعة التي وضعت نور صبري في حالة تأهب قصوى.. الامر الذي دفع حمد لقلب خطة اللعب فاشرك محمد علي كريم كمدافع رابع بدلا من عماد محمد المهاجم الذي لم نره بذلك الحضور البهي السابق وظل بلا تأثير واضح..
اشراك كريم اضاف قوة واضحة للدفاع خصوصا بعد نجاح هذا اللاعب في الظهور الدولي الاول له مع المنتخب العراقي وبدأت اوضاع الفريق تتجه نحو الاستقرار الا ان خطأ شخصيا ثانيا في الدقيقة 63 كان وقعه كالصاعقة على جمهورنا ولاعبينا الامر الذي اضطر المدرب لاجراء تغييرات اخرى تمثلت في اشراك صالح سدير بدلا من كرار جاسم الذي كان سلبيا في ادائه وكان الهدف تنشيط الحالة الهجومية للفريق الذي بدا يركز على اجنحته في الاختراق وتمويل الكرات العرضية خصوصا في جهة هوار ملا محمد وشهدت الهجمات العراقية انسيابية واضحة الا ان مدرب قطر سرعان ما عالج الموقف عندما لجأ لتأمين خط الدفاع عبر تغييرات متعددة جعلت الفريق القطري يلعب بخمسة مدافعين وثلاثة في خط الوسط واجباتهم كانت دفاعية اكثر مما هي هجومية الا ان ذلك التركيز على الدفاع لم يمنعه من ادامة هجماته عن طريق الكرات السريعة المرتدة التي ظلت خطيرة رغم قلتها مقابل فشل مهاجمينا في الاختراق وتهديد مرمى قطر الا في مرات نادرة اهمها تلك الكرة التي سددها صالح سدير وتمكن الصكر من الامساك بها ببراعة.
تفوق ولكن
الوقت كان يمضي بسرعة والدقائق الاخيرة اشرت تفوقا عراقيا كنا نتمنى ان يكون من البداية .. رغم ذلك فان خطورة حقيقية لم تحدث واحساس بان لاعبينا سيسجلون في مرمى قطر لم يتسرب الى قلوبنا التي خيم عليها اليأس والاحباط .. الجمهور العراقي الذي حضر من كل مكان والذي ظل صامتا الا من مرات نادرة يبدأ بمغادرة الملعب في الوقت الذي بدأ الجمهور القطري يستعد للاحتفال بفوز لم يكن يحلم به.
بين حمد وفوساتي
في المؤتمر الصحفي ابدى مدرب قطر سعادته بالفوز على بطل اسيا لكنه لم يخف بان الحظ وقف مع فريقه عبر الهدف المبكر الذي سجله والذي وصفه بانه كان السبب في ارباك اللاعبين العراقيين وتشتيت افكارهم واضاف ان الهدفين كانا من اخطاء شخصية استطاع فريقنا استثمارها بالشكل الصحيح ..
واضاف ان الطريق امامه ما زال طويلا والمجموعة لم تحسم امرها بعد وان المهم هو المحافظة على روحية الفوز .. اما عدنان حمد فوصف ما حصل بانه اسوأ سيناريو يمكن لمدرب ان يتوقعه حيث سجل القطريون هدفهم في الدقيقة الاولى واشار الى ان غياب باسم عباس ونشأت اكرم اثر كثيرا على الفريق اضافة الى عدم جاهزية يونس محمود وعلي رحيمة وكرار جاسم الامر الذي وضعنا في موقف عصيب .. واضاف حمد ان الفرصة ما زالت موجودة وسنسعى لتجاوز الاخطاء في المباريات القادمة اما عن سبب اختياره اللعب بطريقة 352 فقال ان وضعية اللاعبين وعدم جاهزية البعض منهم اجبرتنا اللعب بهذه الطريقة وقد تم تغييرها في الشوط الثاني وانكر حمد وجود خلل في جهة اليسار التي كانت مسرحا لنشاط القطريين وقال ان الهدفين كانا نتيجة اخطاء شخصية وليست من حالات لعب.
عودة للبداية
صحيح ان معسكر الاعداد لمنتخبنا الوطني لهذه المباراة بدا رسميا اعتبارا من 17 3 لكن نظرة سريعة الى ايام المعسكر وطريقة التحاق اللاعبين تجعلنا نتوقف طويلا امامها ونسأل اصحاب القرار حول موعد التحاقهم فقد بدا الملاك التدريبي الوحدة الاولى بعشرة لاعبين من بينهم المصاب باسم عباس واصبح العدد 11 في اليوم الثاني ثم 13 لاعبا في اليوم الثالث بعد التحاق مهدي كريم وسامر سعيد وقبل السفر الى الكويت وفي لحظة وجود الوفد في مطار دبي التحق بالفريق يونس محمود ثم التحق في اليوم الثاني لوجودنا في الكويت اي في يوم 213 اللاعبون صالح سدير وسلام شاكر واحمد عبد علي وهيثم كاظم وديدار حامد ثم التحق في ساعة متأخرة من الليل عماد محمد ليصبح العدد 20 لاعبا وانضم في يوم 233 اللاعبان سعد عطية وعلاء عبد الزهرة اي قبل المباراة بيومين فقط..
ووضع مثل هذا يربك عمل اي مدرب ويضعه في زاوية حرجة خصوصا اذا ما عرفنا ان اغلب الملتحقين كانوا مرهقين للغاية اضافة الى اصابة عدد منهم جراء مشاركتهم مع فرقهم المحترفين فيها امثال باسم عباس وعلي حسين ارحيمة وكرار جاسم ويونس محمود ويحتاجون الى علاجات سريعة ليكونوا جاهزين تماما للمباراة وهذا ما لم يحصل ابدا فلعب الفريق المباراة وهو يعاني من عدم الجاهزية رغم اعلان اللاعبين جاهزيتهم على اساس الخشية من تعرضهم لاتهامات الجمهور بالتخاذل او التعامل مع المباراة بالامبالاة وما زاد في الاحراج ان غالبية محترفينا يلعبون في الدوري القطري ولذلك فان اللاعبين كافراد لم يظهروا بالصورة التي كنا نتمناها ما عدا قلة قليلة غاب الاداء الفردي مثلما غاب الاداء الجماعي وروحية الفوز من البعض كما افتقدنا روحية المقاتل التي لمسناها من لاعبينا في بطولة اسيا خشية من تفاقم اصابة البعض الاخر المصابين اصلا..
والحل...
مشكلة منتخبنا تتلخص بعدم وجود البدلاء الناجحين او ممن هم بمستوى الاصلاء .. فهل يعقل ان يتأثر منتخب فاز قبل فترة غير طويلة ببطولة اسيا بغياب لاعبين هما نشأت اكرم

وباسم عباس بالشكل الذي جعل كلَّ من تابع المباراة يتحسر عليهما فنشأت كان بالفعل مفتاح لعب فريقنا واثبت باسم عباس بان غيابه يضع خط دفاعنا في موقف حرج للغاية اضافة لذلك فان بعضاً من لاعبينا اجبرونا على التفكير جديا بان نجعلهم يشعرون بان مكانهم في المنتخب الوطني لن يدوم للابد وان هناك من ينتظر اي تهاون او نكوص منهم لكي يأخذ مكانهم لذا فان تشكيل منتخب رديف من لاعبي الاندية المشاركة بالدوري العراقي وبشرط ان يكون اعداد هذا المنتخب بطريقة حقيقية وليس من باب جبر الخواطر او ارضاء البعض وزج المنتخب الجديد في بطولات خارجية ودية وايصاله الى درجة الجاهزية لان يكون رافدا حقيقيا للمنتخب الوطني الاول او بديلا عنه في المستقبل القريب، وضع مثل هذا يخلق نوعاً من المنافسة الشريفة ويدفع اللاعبين للابداع والتميز والساحة هي الحكم في اختيار المؤهلين للعب في التشكيل الوطني .. ان محمد كاصد هو بديل جاهز لنور صبري وهذا ما يدفع نور للتميز بل هو السر في عدم اهتزاز مستواه فمن هو الذي يدفع اللاعبين الاخرين للتميز اذا كان بديلهم غائبا او غير جاهز للعب..
ذلك ما يجب ان يفكر به اتحاد الكرة و الملاك التدريبي وكل المعنيين فقد ان الاوان للعمل بجد للتبديل وبث دماء جديدة في التشكيلة الاساسية.