ملابس فوازير نيللي وشريهان .. روبابيكيا!

كما أن هناك بشراً يتمتعون بالشهرة فهناك ملابس وأزياء تتمتع بالشهرة نفسها.. تلك هي التي يرتديها النجوم في الأعمال الفنية خصوصاً مسلسلات التلفزيون..وهناك تساؤل حول مصير أزياء أشهر الشخصيات الدرامية التي تظهر على الشاشة فأين ذهبت ملابس نيللي وشريهان وفطوطة وإلهام شاهين وغيرهم من نجوم الأعمال الجماهيرية بعد انتهاء العمل؟ وما هي رحلة هذه الأزياء منذ بدايتها وحتى نهاية العمل ودخوله أرشيف التلفزيون.أيكون للملابس أرشيفها أيضاً؟
الإجابة : نعم وأرشيف الملابس هو مخزن الملابس في التلفزيون حيث يوجد بدروم تحت الدور الأرضي وفي نهايته المخزن، ومن الطريف أن العاملين في هذا المكان الذي يكاد يخلو من الأوكسجين وتنتشر فيه الرطوبة يحصلون على بدل خاص جداُ نتيجة لظروف المكان لا يحصل عليه غيرهم من العاملين في المبنى يسمى "بدل لبن" أي مقابل مادي نتيجة تناولهم اللبن الحليب خشية إصابتهم بمرض صدري ! وعلى الرغم من هذا الجو كان عادل كامل ومحمد طلبة المسئولان عن المخزن في غاية النشاط وهما يرأسان تسعة من العاملين هم كل مجموعة العمل.
وعن رحلة الأزياء إلى المخزن قال عادل كامل: الرحلة تبدأ من مصممة أزياء العمل الفني الذي نطلق عليه "البرنامج" سواء كان فيلماً أو مسلسلاً حيث تأتي للإطلاع علي ما هو موجود في المخزن للاستفادة منه في خطتها ولكن يكون الأمر عادة صورياً.
ويكمل محمد طلبة: الأمر صوري لأنها لابد أن تحصل على شهادة رسمية من المخزن تفيد بعدم وجود القطع المطلوبة ولا يمكن أن نعطيها هذه الشهادة طالما القطع موجودة وهنا تكون الحجة – لعمل ملابس جديدة-تفاصيل صغيرة غير متوافرة لدينا كاختلاف درجة اللون أو الطول أو القصر و تحب مصممات الأزياء عادة تقديم تصميمات و إنتاج ملابس جديدة للعمل الفني حتى ولو كان الموجود في المخزن من تصميمها هي ! بعد ذلك – وما زال الكلام لمحمد طلبة- نثبت عدد القطع المنتجة في الدفاتر الخاصة بنا وبعد الانتهاء من التصوير تعود إلى المخازن مرة أخرى.
سألنا طلبة: ما هو الشعور تجاه الأزياء التي يرتديها النجوم في تقديم شخصيات تنال نجاحاً جماهيرياً كبيراً..هل يتم تلقيها على أنها مجرد ملابس تأخذ رقماً أم أن الأمر يختلف.؟ يبتسم محمد طلبة ويقول: هي بالطبع مجرد رقم وعهده ولكن هناك بعض القطع الغريبة تثير ضحكتنا مثل غطية الرأس التي كان يرتديها سمير غانم في مسلسل "ألف ليلة وليلة" والقدم التي صنعت ليوسف داوود (زعطرون) في "ألف ليلة وليلة" أيضاً وعموماً فالملابس الخاصة يشتريها الممثلين من الخارج وتكون خاصة بهم وهي بالطبع لا تدخل المخازن أما الملابس الغريبة والتاريخية فهي التي تدخل المخازن.
محتويات المخازن تفوق المليون قطعة وتضم 24 صنفاً من القمصان 13 صنفاً من البنطلونات و30 صنفاً من البدلات و8 أصناف "تيير" و29 صنفاً من "الفساتين" وما يزيد عن ال10 آلاف متنوعات مثل الطاقية والشال والطرحة والعباية والكرافتة والمنديل والشورت الخ والإكسسوارات تزيد على 22 صنفا بالإضافة إلى الخوذات التي تتنوع عصورها من إسلامي إلى بيزنطي إلى روماني والطواقي وأغطية الرأس بداية من الطاقية الفلاحي والطربوش وغطاء الرأس المغاربي والكابات العسكرية المختلفة والشارات العسكرية التي تعلو كتف الجنود والضباط في بلاد وعصور مختلفة وأشهرها ما استخدم في مسلسل "رأفت الهجان"و"بوابة الحلواني",وأحزمة ودروع ونعال
وكما أن هناك بشراً مشهورين فإن أشهر ما يضم هذا المخزن ملبس أبطال مسلسل "ليالي الحلمية" و"رأفت الهجان" و"الثعلب"والفوازير وفستان إلهام شاهين في "ألف ليلة وليلة" وفستان شيرين في دور الساحرة وبدلة الخديوي التي ارتداها محمد وفيق في مسلسل "بوابة الحلواني" وملابس مسلسل"صاحب الجلالة" و"قشتمر".
أما أشهر الملابس التي يضمها المخزن ولم يشاهدها الجمهور فهي تايير لنيللي في واحدة من فوازيرها لم ترتديه ولم تصور به ولو ثانية واحدة على الرغم أنه تكلف ألف جنيه وقتها أيضاً ملابس مسلسل "رجل في القلعة " الذي توقف العمل به ولم يصور على الرغم من الانتهاء من جميع ملابسه التي دخلت المخزن قبل أن ترى النور.
والغريب أن جزءا كبيرا من هذه الملابس التاريخية والاستعراضية قد تسرب إلى خارج التليفزيون ويباع الآن في سوق الكانتو بوكالة البلح..ويقال إن رئيس سابق لقطاع الإنتاج بالتليفزيون كان يعطي كميات كبيرة من الملابس التاريخية الموجودة في مخازن التليفزيون ليستغلها ابنه الذي كان يعمل وقتها مديرا لمحطة فضائية عربية ليستفيد منها في انتاج أعمال فنية لحسابه تذيعها المحطة العربية.