انقد نفسك بنفسك : بين الجمهور والادارة والجهاز الفني واللاعبين وحتى مواقع النادي .. من المخطيء
للخسارة أمام باتشوكا و أديلايد وجهان، الأول سلبي وهو أننا خسرنا "بجدارة" و تركنا إنطباعاً مغايراً لما تركناه في بطولة 2006، بالإضافة إلى الخسائر المادية والتي تقدر بمليون دولار لعدم حصولنا على المركز الرابع على أقل تقدير.
و الوجه الإيجابي، أن الجميع إقتنع أخيراً بوجود أخطاء بالجملة، تراكمت منذ بداية هذا العام، و لم يتم وضع حل لها، و جاءت الصفعة القاسية في اليابان لتوقظ الجميع بواقع الفريق وأخطاء يجب أن تعالج إذا أردنا أن نصل العام المقبل لدبي 2009 و نؤدي بنفس أسلوب 2006.
ولكن قبل طي الصفحة والمرور من أمامها للتحديات المقبلة يجب أن نراجع أسباب الانخفاض الواضح في مستوى النادي الأهلي وكيفية تلافي السلبيات الأخيرة .. فمستوى الأهلي لم ينخفض فجأة أمام باتشوكا أو حتى في مباريات الدوري ولكن حتى في مباريات دوري أبطال أفريقيا الأخير الذي فاز به الأهلي.
ففي الدوري خسر الأهلي ثلث النقاط التي لعب عليها بعدما حقق 20 نقطة من أصل 30 وهو رقم مخيف وله دلالات كبيرة .. كما دخلت شباك الفريق تسعة أهداف في حين سجل عشرين هدف أي بمعدل هدفين لنا وهدف علينا تقريباً في كل مباراة وهي أرقام لا يمكن الاستهانة بها.
أما بطولة دوري أبطال أفريقيا فقد لعب الأهلي فيها 12 مباراة فاز في نصفهم وتعادل في خمس وخسر مباراة وحيدة وسجل 17 هدفاً أي بمعدل 1,5 هدف تقريباً وقبلت شباكه عشرة أهداف أي بمعدل 0,83 هدف في المباراة ويبقى هذا المعدل أيضاً كبيراً .. ويكفي أن الأهلي طوال البطولة لم يسجل أكثر من هدفين في المباراة الواحدة وهو رقم لا يتناسب مع قوة الأهلي المتميز دائماً بالفوز بعدد كبير من الأهداف.
الخلاصة مما مضى أن الفريق يتعرض لاهتزاز ما في مستواه .. ونحن لا نرغب في استمرار هذا الاهتزاز حتى يصل للانهيار لأن حتى الهزيمة الكبيرة من باتشوكا لا تعني الانهيار ولكنها تبدو كمؤشر لما نحن مقبلين عليه ..
وسنقوم بالوقوف على دور كل عضو في المنظومة الحمراء من أجل توضيح القصور الموجود بالفريق للعمل على تجاوزه.
أولاً الجهاز الفني: مانويل جوزيه .. أين ذهبت عصاك السحرية؟
في أحلك الأوقات وأسوأ الأزمات وفي غياب النجوم سواء للاصابة أو الايقاف أو الاحتراف الخارجي كنا دائماً ما نثق في وجود ساحر على دكة البدلاء يمكنه تحويل مجريات الأمور والعبث بكل من في الملعب لأنك لا تعلم ما يحويه جرابه .. ولكن عندما تعرف حيل الساحر وتقف أمامه منتظراً اياه أن ينفذها فهذا يعني أن الساحر فقد أهم أوراقه .. فالسحرة لا يجب أن تعرف فيما يفكرون أبداً !
وجوزيه فقد هذه الميزة الهامة في الآونة الأخيرة فأصبحت تغييراته محفوظة ومنتظرة من الجميع .. فـ "متى سيخرج صديق لينزل لاعب وسط مهاجم أو مهاجم ليعود بركات للظهير الأيمن" أصبح السؤال المنتظر من كل الجماهير فيقوم جوزيه بعمل التغيير المنتظر لتضيع أهم عناصر الساحر .. عنصر المفاجأة !
كذلك فإن ثبات التشكيل هو نعمة يحسدنا عليها الكثيرون .. ولكن هذا لا يعني أن يتم تثبيت مجموعة من اللاعبين وتجاهل باقي الفريق لدرجة تجعلك تشعر بالتفاوت في المستوى عندما يشارك أحدهم .. كما أن البعد عن المشاركة لفترة طويلة يضع اللاعب تحت ضغط نفسي ليثبت لمديره الفني ولزملاءه وللجمهور وللنقاد أنه لا يستحق أن يزامل الدكة .. والأزمة أن لاعبينا في مصر لا يجيدون اللعب تحت الضغط النفسي الكبير فيتحول الحافز الضخم الى سلسلة حديدية تقيد اللاعب داخل الملعب.
كيف تحول المغامر الجريء الى متحفظ متسرع الأحكام؟
شيئاً أخر أصبحت جماهير الأهلي تفتقده في الفريق منذ فترة طويلة وكان من أهم مزايا البرتغالي مانويل جوزيه هذا الامر هو الشجاعه الهجومية، فالجميع يتذكر جيدا كيف كان الساحر يدفع في بعض اوقات المباريات بأربعة او خمسة مهاجمين للقضاء على الفريق المنافس قبل نهاية اللقاء مما كان يؤدي الى نتائج اكثر من رائع وهو ما أصبح معدوما في مباريات الأهلي الاخيره بعد ان فقد جوزيه ثقته في مهاجمي الفريق وأصبح الاعتماد على فلافيو وحيدا في جميع المباريات وهو ماجعل الفريق يفتقد الشجاعة الهجومية.
وتتسائل جماهير الأهلي في تعجب كيف يمكن ان نحكم على لاعب تم التعاقد معه ونفكر في عرضه للبيع دون ان يشارك مع الفريق في مباراة كاملة من اجل الحكم عليه ..
أحمد ناجي .. لماذا تفقد مصداقيتك؟
ناجي هو مدرب حراس المرمى الأبرز في مصر وهذه ليست مجاملة وانما واقع رأيناه في حارس اسمه عصام الحضري .. فناجي صبر على عصام الحضري لسنوات وعمل معه في صمت حتى جعله الحارس الأبرز في القارة ولولا ناجي لما وصل الحضري لما هو عليه الأن .. ولكن الواقع يقول أيضاً أن الحضري كان يمتلك المقومات التي تجعله الأفضل في أفريقيا ولم يكن ليصبح الأفضل لولا امتلاكه لهذه المقومات.
ما مضى يرتبط بشكل واضح بأمير عبد الحميد الذي ربما يصبح أفضل حارس مرمى في يوم من الأيام وفقاً لرؤية أحمد ناجي ولكنه لم يصبح هذا الحارس حتى اليوم .. ومن أهم ما يتميز به أحمد ناجي مساندته النفسية الدائمة لحراسه حتى يكون أول من يقف بجوارهم ..
فاصرار أحمد ناجي على أن أمير عبد الحميد لا يسئل أن أي من الأهداف التي تسكن شباكه سيؤدي الى نتيجة من اثنين لا ثالث لهما .. الأولى أن يصدقه أمير عبد الحميد فيرى نفسه في حالة فنية جيدة تليق بالنادي الأهلي وهذه ستكون كارثة .. والثانية أن يفقد ناجي مصداقيته لدى أمير وفي هذه الحالة ستكون الكارثة الأكبر.
فمن الممكن ألا يتحدث ناجي للاعلام عن أمير وألا يدافع عنه الدفاع المستميت ويكتفي بالعمل معه في صمت على الارتقاء بمستواه .. فأحياناً يكون الصمت وعدم التعليق أفضل بكثير من الدفاع المستميت على طول الخط !
وبالطبع لابد ان تتسائل جماهير الأهلي عن سبب التعاقد مع رمزي صالح اذا كان لا يحصل على اي فرصة حتى في المباريات الخالية من الضغط العصبي مثل مباراة اسيك الايفواري بعد انتهاء مباريات الفريق الفعلية في البطولة الافريقية وتأكد التأهل الى الدور قبل
ثانياً مجلس الادار :المال مهم .. ولكنه ليس الأهم
بالرغم من أن الغالبية الكاسحة من جمهور الأهلي ليسوا أعضاء في النادي ولا يستفيدون من خدمات النادي الا أنك تجد سعادة كبيرة بينهم عند اعلان الميزانية التي تعلن عن وجود فائض بالملايين حتى وان لم يحصل أي منهم على جنيه واحد من هذه الملايين .. ولكن في الوقت نفسه لا يجب أن يؤدي السعي وراء هذه الملايين الى نسيان حق الجماهير على الادارة.
فحق الجماهير على الادارة هو تسهيل وتوفير كل سبل الراحة لهم حتى يتمكنوا من مساندة الفريق في الاستاد .. ولكن عندما تكون أسعار التذاكر في المباريات غير الجماهيرية عشرة جنيهات للدرجة الموحدة كمباراة غزل المحلة الأخيرة في الدوري فهذا لن يكون أمراً سهلاً على عشاق الفريق الراغبين في متابعة الفريق من داخل الملعب وأغلبهم من الطبقة الشعبية الذين لن يتمكنوا من تحمل قيمة تذكرة المباراة وثمن الانتقالات من والى الاستاد في ظل الظروف الطاحنة التي يمر بها المجتمع المصري.
لذا يجب العمل على توفير فرصة حضور المباراة للطبقة الشعبية التي لا يمكنها أن تتحمل تكلفة التذكرة والانتقالات لما يقرب من ست مباريات للأهلي في الشهر وهو ما يمثل تكلفة مادية كبيرة لا يمكن للمواطن البسيط تحملها في ظل امكانية متابعة المباريات من المنزل بدون تحمل تلك التكلفة المادية.
الفكرة كلها تقف عند حد المساندة .. فالمجلس الذي يدفع الملايين للتعاقد مع أفضل اللاعبين لمساندة الفريق لا يجب أن ينسى أن تخفيض أسعار التذاكر ليصل الى خمسة جنيهات مثلاً لن يمثل خسارة على ميزانية النادي خاصة وأن العدد الذي يحضر المباريات في الوقت الحالي ليس كبيراً للدرجة التي تجعل تخفيض سعر التذكرة خسارة .. بل بالعكس فربما لو انخفض سعر التذكرة لحضر عدد أكبر من الجماهير بشكل يدر دخلاً أكبر من ذلك الذي يأتي من السعر الحالي للتذاكر.
لا نطلب التفرغ للجماهير .. ولكن القليل من الاهتمام قد يكفي
و من يذهب إلى إستاد القاهرة في أي مباراة كبيرة، يرى صعوبة دخول الإستاد و الإجراءات الأمنية المشددة مع جمهور هدفه تشجيع فريقه، مما أدى إلى عزوف الآلاف عن الذهاب إلى الإستاد رداً على هذا الأسلوب غير الحضاري، و للأسف لم تعر الإدارة الأمر أهمية، و هو ما أثر سلباً مباراة تلو الأخرى على أعداد الجماهير في المدرجات، بل ووضع مسافة كبيرة بين جمهور الفريق و إدارته، على الرغم أن الإثنين مكملين لبعضهما.
والجماهير تستعجب للغاية من موقف الادارة السلبي في كل القضايا التي تهم جماهير الأهلي والتي تمس مشجعي الفريق وأكبر الادلة على ذلك هو حجز طائرة الجماهير في الكاميرون وهي الجماهير التي سافرت خلف الفريق من اجل المساندة الجماهيريه في أسوأ ظروف وعلى الرغم من ذلك لم تجد الجماهير مساندة من الادارة في المشكلة .. هذا بالاضافة لما حدث لجماهير الأهلي في بورسعيد وتخلي الادارة عنهم بشكل اثار استياء الملايين من عشاق القلعة الحمراء .. فجماهير الأهلي تهتم بأمور كثيره اهم من مشكلة البث الفضائي التي تضعها الادارة في المرتبة الاولى.
ثالثاً اللاعبين :عندما يظن البعض أنهم "ضد القهر"
"الأهلي فريق عملاق" جملة سمعناها ونسمعها كثيراً منذ أربع سنوات بسبب المستوى الهائل الذي يظهر عليه الفريق بدليل النتائج والبطولات التي حققها .. ولكن في الوقت ذاته هذا لا يعني أن الأهلي يفوز بمجرد تسجيله لهدف في بداية أي مباراة !
فلاعبو الأهلي في الآونة الأخيرة تشعر وكأنهم يحصدون المفاجآت واحدة تلو الأخرى داخل الملعب .. تارة عندما يجدون الضغط القوي من المنافسين وتارة أخرى عندما يتقدمون بفارق مريح من الأهداف فتأتي المفاجأة بقدرة المنافس على التسجيل والعودة للمباراة من جديد كما حدث أمام القطن و انبي وأمام باتشوكا.
الفارق بين "أهلي 2005" و "أهلي 2008" أن الأول كان يتقدم ويفوز بسهولة ثم ينصب السيرك بالابداع والتفنن .. أما الفريق الحالي فهو يعتبر كل مباراة وكأنها حمل ثقيل على كتفه ينتهي بمجرد تسجيله لهدف التقدم الذي يظنه البعض هدف الفوز بالرغم من أننا نمتلك براءة اختراع أهداف اللحظات الأخيرة !
عش نجوميتك كما تحب .. ولكن لا تعشها بالوهم
هذه النقطة صارت مشكلة جديدة في الفريق .. فبعض لاعبي الأهلي الذين تألقوا في السنوات الماضية أبدعوا بسبب ادراكهم لحجم امكانياتهم الفنية والمهارية والبدنية الحقيقية فوضعوا نفسهم في الاطار الصحيح بدون الخروج عن المألوف .. ولكن حالياً تشعر وكأن البعض يلعبون في دائرة لا يتحملها اطار مستواهم الحقيقي فتجدهم تائهين في الملعب فيخرج السؤال التالي من شفاه الجماهير "هو فلان ماله النهاردة؟"
والحقيقة أن الاطار المرسوم حول كل لاعب يجب أن يتناسب مع حجم امكانياته الفنية حتى يتمكن من الظهور بالشكل المطلوب منه .. والحقيقة أن هذه النقطة يشترك فيها اللاعب ومدربه حيث يجب على المدير الفني أن يعيد اللاعب داخل اطاره بمجرد خروجه عنه ولكن ذلك لا ينفي مسئولية اللاعب نفسه في عدم معرفته لقدراته.
رابعاً الجمهور :تشجيع الفريق "من منازلهم" يفقدكم حق النقد
في يوم من الأيام كنا نقول أن الجمهور هو اللاعب رقم واحد في النادي الأهلي .. ولكن الحقيقة أن هذا اليوم اختفى من قاموس الأهلي الحالي بعدما أصبح من السهل أن تعد بالعين المجردة عدد جماهير الأهلي في الاستاد في مباريات الفريق.
وان كنا نلوم على مجلس الادارة بسبب أسعار التذاكر فان هذا لا يعني ايجاد المبرر للجمهور ليصبح مظهر الاستاد في مباريات الأهلي بهذا الشكل .. فقد تحول جمهور الأهلي الى جمهور مناسبات يحضر المباريات الكبرى فقط ويكتفي في باقي المباريات بالمشاهدة من المنازل ليسن السكاكين على رقاب الفريق مع أول اخفاق بالرغم من أن هذا الجمهور نفسه لا يقوم بواجبه تجاه فريقه !
فقبل أن نلوم على اللاعبين أو على الجهاز الفني بسبب انخفاض مستواهم يجب أن نجلد أنفسنا بسبب جلوسنا في منازلنا لمتابعة الفريق فإن فاز كان بها وان لم يفز نجهز المقصلة للاعبين .. لم يكن جمهور النادي الأهلي يوماً بمثل هذا الفكر السلبي .. و يكفي أن يصل الأمر أن جمهور إتحاد الشرطة أصبح يوازي عددياً جمهور الأهلي في القاهرة.
روح الفانلة الحمراء لا تنسج في مصانع "بوما"
منذ اليوم الأول لسماعنا كلمة "روح الفانلة الحمراء" ونحن نعلم أننا السر وراء بقاء هذه الروح .. فلولا وجودنا وراء الفريق في الملعب لتبخرت هذه الروح .. فالروح ليست في القميص الذي تصنعه الشركة الراعية لقميص النادي وانما هي روح مستمدة من الحماس القادم من حناجر تجلس في المدرجات بقلبها.
ويكفي أن أحد اللاعبين قال أن سبب توتر اللاعبين في مباراة الأهلي وانيمبا في اياب الدور قبل النهائي لبطولة أفريقيا هو مشهد الجماهير الكبيرة في الملعب والتي نسيها اللاعبون فأثر بالسلب على مستواهم فيما أصبحت حافز للفريق في مباراة القطن بعدما عادوا للاعتياد على وجود هذا الضغط فتم تصديره للمنافس وسجل الأهلي هدفين في أول 20 دقيقة.
و يكفي حادثة أن يتأخر الأهلي أمام فريق محلي صاعد من الدرجة الثانية و لا يجد من يشد أزره، ثم يتكرر الأمر في المباراة التالية فيتقدم الفريق بفارق هدفين و تتلقى شباكه هدفين في الدقائق الأخيرة مع فريق ينقصه في العدد و لا يوجد من يهتف في المدرجات لكي يخرج الفريق على الأقل بثلاث نقاط .. كل هذا يجعل اللاعب يعتاد ألا يعطي أفضل ما عنده في الدقائق الأخيرة التي كانت جماهير الأهلي تحمل لواء "التشجيع حتى الثانية الأخيرة".
و لا نعتقد أن جمهور النادي الأهلي يرضى أن يتحول استاد القاهرة من ملعب الرعب ومقبرة المنافسين الى صحراء جرداء يتناثر العشرات بين جنباته الواسعة .. فمن يرضى بذلك؟ و من يرضيه أن ننتظر مباريات الأهلي الخارجية لكي
نشاهد جماهير الأهلي تشجع في الإستاد؟ فأين جمهور القاهرة ؟
.
خامساً مواقع الجماهير :عندما تتحول من ألة نداء الى مركز اعلامي
أسوأ نقد هو ذلك الذي ترى فيه عيوب كل من حولك ولا ترى عيوبك .. والحقيقة أن مواقع جماهير الأهلي – ونحن منها – تتحمل أيضاً جزء كبير من مسئولية انخفاض مستوى الأهلي سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة .. فقد تحولنا من آلة نداء وتحفيز للجماهير لمساندة الفريق ولحضور المباريات في الملعب وللوقوف خلف اللاعبين الى مركز اعلامي ينقل للجمهور أخبار الفريق أولاً بأول.
والحقيقة أن الهدف الأول من وجود مواقع جماهير النادي هي مساندة الفريق ومن بعدها خدمة الجماهير .. ولكن الهدف الثاني سبق الأول في الآونة الأخير وإنصب الاهتمام على خدمة الجماهير في المقام الأول بالرغم من أن هذه الجماهير تهتم بخدمة الفريق أكثر من اهتمامها بالحصول على الخدمات المميزة.
فبعدما كنا دائماً ما نوجه النداء للجماهير لحضور المباريات تشعر وكأننا فقدنا الأمل في إحداث تغيير في ثقافة المشاهدة من المنازل فتجاوزنا هذه النقطة مع أن الاستمرار على هذه الوتيرة ربما كان ليجدي النفع ويدفع البعض للعودة للمدرجات الخاوية من جديد.
الخوف من التأثير السلبي هو السلبية بعينها
لا يخفى على أحد أن المستوى الفني للأهلي منخفض منذ فترة ونحن كمواقع جماهيرية ندرك ذلك جيداً .. ولكن الخوف من الخوض في هذه الأمور هروباً من ترديد نغمة التأثير السلبي على الفريق جعلنا نتغاضى عن المساندة المطلوبة والتوجيه في الاتجاه الصحيح .. فأفضل نقد هو ذلك الذي يأتي وأنت واقف على قدميك والأسوأ هو ذلك الذي يأتي وأنت ملقى على الأرض من فرط الانهاك.
وربما يكون مثل هذا التقرير هو محاولة للعودة بالفريق الى الاطار السليم ولكن هذا لا يعفي مواقع الجماهير من المسئولية في التوجيه للأخطاء بشكل نقدي سليم لا مصلحة فيه أو نية سيئة خاصة وأن الأمر الأكيد والذي لا يوجد خلاف عليه هو أن كل المواقع الجماهيرية الأهلاوية لا تسعى لشيء سوى لمصلحة الفريق .. فلعلنا نستفيد من هذا الدرس حتى نعود لممارسة أدوارنا الايجابية في مساندة الفريق والتوجيه نحو الطريق السليم في حالة الخروج عن الخط المستقيم الذي اعتدنا عليه.
و قد انساقت مواقع جماهير الأهلي خلف الاعلام المصري في تمجيد الفريق ورفعه الى مرتبة العالمية من خلال نشر تقارير مواقع عالمية عن الفريق وابراز مايكتب في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم دون توضيح ان مايكتب في موقع الفيفا عن الأهلي يكتب ما يماثله عن الفرق الاخرى المنافسة وبنفس الطريقة.
ولا ننكر ان هناك الكثير من مواقع الجماهير انساقت وراء قضايا الادارة التي تخوضها في مواجهة الجميع دون ان تتوقف للحظه واحده من اجل التفكير هل الأهلي على حق في هذه القضية اما ان ادارة الأهلي قد جانبها الصواب .. فليس من دور مواقع الجماهير مساندة الادارة في كل القرارات حتى لو كان القرار هو التخلي عن لاعبين في مستوى حسني عبد ربه او هاني سعيد
خلاصة ما تناولناه على لسان و أفكار جماهير الأهلي، أن التوقيت السليم لإعادة ترتيب أوراقنا جميعاً هو الآن، بعيداً عن ضغوط بطولة أفريقيا و حلم اليابان الذي تحول كابوساً، و أصبح أمامنا بطولة الدوري و الكأس و السوبر الأفريقي و هو ما يعطينا الوقت للتفكير ولإعادة تدعيم ما تصدع في العام الحالي.
من حقنا أن نحلم بفريق عالمي يشرفنا و يمتعنا و نفخر به، و لكن "ما نيل المطالب بالتمني"، و الصدق و الشفافية مع أنفسنا هو بداية العودة للطريق الصحيح. و ليبدأ كل ممن يشارك في منظومة الأهلي المستمرة منذ قرن في مراجعة نفسه وأدائه حتى نعود إن شاء الله في دبي 2009، و ما أصعب أن يكون كأس العالم للمرة الأولى في الشرق الأوسط بدون مشاركة زعيم الأندية العربية و الأفريقية .. النادي الأهلي.
للخسارة أمام باتشوكا و أديلايد وجهان، الأول سلبي وهو أننا خسرنا "بجدارة" و تركنا إنطباعاً مغايراً لما تركناه في بطولة 2006، بالإضافة إلى الخسائر المادية والتي تقدر بمليون دولار لعدم حصولنا على المركز الرابع على أقل تقدير.
و الوجه الإيجابي، أن الجميع إقتنع أخيراً بوجود أخطاء بالجملة، تراكمت منذ بداية هذا العام، و لم يتم وضع حل لها، و جاءت الصفعة القاسية في اليابان لتوقظ الجميع بواقع الفريق وأخطاء يجب أن تعالج إذا أردنا أن نصل العام المقبل لدبي 2009 و نؤدي بنفس أسلوب 2006.
ولكن قبل طي الصفحة والمرور من أمامها للتحديات المقبلة يجب أن نراجع أسباب الانخفاض الواضح في مستوى النادي الأهلي وكيفية تلافي السلبيات الأخيرة .. فمستوى الأهلي لم ينخفض فجأة أمام باتشوكا أو حتى في مباريات الدوري ولكن حتى في مباريات دوري أبطال أفريقيا الأخير الذي فاز به الأهلي.
ففي الدوري خسر الأهلي ثلث النقاط التي لعب عليها بعدما حقق 20 نقطة من أصل 30 وهو رقم مخيف وله دلالات كبيرة .. كما دخلت شباك الفريق تسعة أهداف في حين سجل عشرين هدف أي بمعدل هدفين لنا وهدف علينا تقريباً في كل مباراة وهي أرقام لا يمكن الاستهانة بها.
أما بطولة دوري أبطال أفريقيا فقد لعب الأهلي فيها 12 مباراة فاز في نصفهم وتعادل في خمس وخسر مباراة وحيدة وسجل 17 هدفاً أي بمعدل 1,5 هدف تقريباً وقبلت شباكه عشرة أهداف أي بمعدل 0,83 هدف في المباراة ويبقى هذا المعدل أيضاً كبيراً .. ويكفي أن الأهلي طوال البطولة لم يسجل أكثر من هدفين في المباراة الواحدة وهو رقم لا يتناسب مع قوة الأهلي المتميز دائماً بالفوز بعدد كبير من الأهداف.
الخلاصة مما مضى أن الفريق يتعرض لاهتزاز ما في مستواه .. ونحن لا نرغب في استمرار هذا الاهتزاز حتى يصل للانهيار لأن حتى الهزيمة الكبيرة من باتشوكا لا تعني الانهيار ولكنها تبدو كمؤشر لما نحن مقبلين عليه ..
وسنقوم بالوقوف على دور كل عضو في المنظومة الحمراء من أجل توضيح القصور الموجود بالفريق للعمل على تجاوزه.
أولاً الجهاز الفني: مانويل جوزيه .. أين ذهبت عصاك السحرية؟
في أحلك الأوقات وأسوأ الأزمات وفي غياب النجوم سواء للاصابة أو الايقاف أو الاحتراف الخارجي كنا دائماً ما نثق في وجود ساحر على دكة البدلاء يمكنه تحويل مجريات الأمور والعبث بكل من في الملعب لأنك لا تعلم ما يحويه جرابه .. ولكن عندما تعرف حيل الساحر وتقف أمامه منتظراً اياه أن ينفذها فهذا يعني أن الساحر فقد أهم أوراقه .. فالسحرة لا يجب أن تعرف فيما يفكرون أبداً !
وجوزيه فقد هذه الميزة الهامة في الآونة الأخيرة فأصبحت تغييراته محفوظة ومنتظرة من الجميع .. فـ "متى سيخرج صديق لينزل لاعب وسط مهاجم أو مهاجم ليعود بركات للظهير الأيمن" أصبح السؤال المنتظر من كل الجماهير فيقوم جوزيه بعمل التغيير المنتظر لتضيع أهم عناصر الساحر .. عنصر المفاجأة !
كذلك فإن ثبات التشكيل هو نعمة يحسدنا عليها الكثيرون .. ولكن هذا لا يعني أن يتم تثبيت مجموعة من اللاعبين وتجاهل باقي الفريق لدرجة تجعلك تشعر بالتفاوت في المستوى عندما يشارك أحدهم .. كما أن البعد عن المشاركة لفترة طويلة يضع اللاعب تحت ضغط نفسي ليثبت لمديره الفني ولزملاءه وللجمهور وللنقاد أنه لا يستحق أن يزامل الدكة .. والأزمة أن لاعبينا في مصر لا يجيدون اللعب تحت الضغط النفسي الكبير فيتحول الحافز الضخم الى سلسلة حديدية تقيد اللاعب داخل الملعب.
كيف تحول المغامر الجريء الى متحفظ متسرع الأحكام؟
شيئاً أخر أصبحت جماهير الأهلي تفتقده في الفريق منذ فترة طويلة وكان من أهم مزايا البرتغالي مانويل جوزيه هذا الامر هو الشجاعه الهجومية، فالجميع يتذكر جيدا كيف كان الساحر يدفع في بعض اوقات المباريات بأربعة او خمسة مهاجمين للقضاء على الفريق المنافس قبل نهاية اللقاء مما كان يؤدي الى نتائج اكثر من رائع وهو ما أصبح معدوما في مباريات الأهلي الاخيره بعد ان فقد جوزيه ثقته في مهاجمي الفريق وأصبح الاعتماد على فلافيو وحيدا في جميع المباريات وهو ماجعل الفريق يفتقد الشجاعة الهجومية.
وتتسائل جماهير الأهلي في تعجب كيف يمكن ان نحكم على لاعب تم التعاقد معه ونفكر في عرضه للبيع دون ان يشارك مع الفريق في مباراة كاملة من اجل الحكم عليه ..
أحمد ناجي .. لماذا تفقد مصداقيتك؟
ناجي هو مدرب حراس المرمى الأبرز في مصر وهذه ليست مجاملة وانما واقع رأيناه في حارس اسمه عصام الحضري .. فناجي صبر على عصام الحضري لسنوات وعمل معه في صمت حتى جعله الحارس الأبرز في القارة ولولا ناجي لما وصل الحضري لما هو عليه الأن .. ولكن الواقع يقول أيضاً أن الحضري كان يمتلك المقومات التي تجعله الأفضل في أفريقيا ولم يكن ليصبح الأفضل لولا امتلاكه لهذه المقومات.
ما مضى يرتبط بشكل واضح بأمير عبد الحميد الذي ربما يصبح أفضل حارس مرمى في يوم من الأيام وفقاً لرؤية أحمد ناجي ولكنه لم يصبح هذا الحارس حتى اليوم .. ومن أهم ما يتميز به أحمد ناجي مساندته النفسية الدائمة لحراسه حتى يكون أول من يقف بجوارهم ..
فاصرار أحمد ناجي على أن أمير عبد الحميد لا يسئل أن أي من الأهداف التي تسكن شباكه سيؤدي الى نتيجة من اثنين لا ثالث لهما .. الأولى أن يصدقه أمير عبد الحميد فيرى نفسه في حالة فنية جيدة تليق بالنادي الأهلي وهذه ستكون كارثة .. والثانية أن يفقد ناجي مصداقيته لدى أمير وفي هذه الحالة ستكون الكارثة الأكبر.
فمن الممكن ألا يتحدث ناجي للاعلام عن أمير وألا يدافع عنه الدفاع المستميت ويكتفي بالعمل معه في صمت على الارتقاء بمستواه .. فأحياناً يكون الصمت وعدم التعليق أفضل بكثير من الدفاع المستميت على طول الخط !
وبالطبع لابد ان تتسائل جماهير الأهلي عن سبب التعاقد مع رمزي صالح اذا كان لا يحصل على اي فرصة حتى في المباريات الخالية من الضغط العصبي مثل مباراة اسيك الايفواري بعد انتهاء مباريات الفريق الفعلية في البطولة الافريقية وتأكد التأهل الى الدور قبل
ثانياً مجلس الادار :المال مهم .. ولكنه ليس الأهم
بالرغم من أن الغالبية الكاسحة من جمهور الأهلي ليسوا أعضاء في النادي ولا يستفيدون من خدمات النادي الا أنك تجد سعادة كبيرة بينهم عند اعلان الميزانية التي تعلن عن وجود فائض بالملايين حتى وان لم يحصل أي منهم على جنيه واحد من هذه الملايين .. ولكن في الوقت نفسه لا يجب أن يؤدي السعي وراء هذه الملايين الى نسيان حق الجماهير على الادارة.
فحق الجماهير على الادارة هو تسهيل وتوفير كل سبل الراحة لهم حتى يتمكنوا من مساندة الفريق في الاستاد .. ولكن عندما تكون أسعار التذاكر في المباريات غير الجماهيرية عشرة جنيهات للدرجة الموحدة كمباراة غزل المحلة الأخيرة في الدوري فهذا لن يكون أمراً سهلاً على عشاق الفريق الراغبين في متابعة الفريق من داخل الملعب وأغلبهم من الطبقة الشعبية الذين لن يتمكنوا من تحمل قيمة تذكرة المباراة وثمن الانتقالات من والى الاستاد في ظل الظروف الطاحنة التي يمر بها المجتمع المصري.
لذا يجب العمل على توفير فرصة حضور المباراة للطبقة الشعبية التي لا يمكنها أن تتحمل تكلفة التذكرة والانتقالات لما يقرب من ست مباريات للأهلي في الشهر وهو ما يمثل تكلفة مادية كبيرة لا يمكن للمواطن البسيط تحملها في ظل امكانية متابعة المباريات من المنزل بدون تحمل تلك التكلفة المادية.
الفكرة كلها تقف عند حد المساندة .. فالمجلس الذي يدفع الملايين للتعاقد مع أفضل اللاعبين لمساندة الفريق لا يجب أن ينسى أن تخفيض أسعار التذاكر ليصل الى خمسة جنيهات مثلاً لن يمثل خسارة على ميزانية النادي خاصة وأن العدد الذي يحضر المباريات في الوقت الحالي ليس كبيراً للدرجة التي تجعل تخفيض سعر التذكرة خسارة .. بل بالعكس فربما لو انخفض سعر التذكرة لحضر عدد أكبر من الجماهير بشكل يدر دخلاً أكبر من ذلك الذي يأتي من السعر الحالي للتذاكر.
لا نطلب التفرغ للجماهير .. ولكن القليل من الاهتمام قد يكفي
و من يذهب إلى إستاد القاهرة في أي مباراة كبيرة، يرى صعوبة دخول الإستاد و الإجراءات الأمنية المشددة مع جمهور هدفه تشجيع فريقه، مما أدى إلى عزوف الآلاف عن الذهاب إلى الإستاد رداً على هذا الأسلوب غير الحضاري، و للأسف لم تعر الإدارة الأمر أهمية، و هو ما أثر سلباً مباراة تلو الأخرى على أعداد الجماهير في المدرجات، بل ووضع مسافة كبيرة بين جمهور الفريق و إدارته، على الرغم أن الإثنين مكملين لبعضهما.
والجماهير تستعجب للغاية من موقف الادارة السلبي في كل القضايا التي تهم جماهير الأهلي والتي تمس مشجعي الفريق وأكبر الادلة على ذلك هو حجز طائرة الجماهير في الكاميرون وهي الجماهير التي سافرت خلف الفريق من اجل المساندة الجماهيريه في أسوأ ظروف وعلى الرغم من ذلك لم تجد الجماهير مساندة من الادارة في المشكلة .. هذا بالاضافة لما حدث لجماهير الأهلي في بورسعيد وتخلي الادارة عنهم بشكل اثار استياء الملايين من عشاق القلعة الحمراء .. فجماهير الأهلي تهتم بأمور كثيره اهم من مشكلة البث الفضائي التي تضعها الادارة في المرتبة الاولى.
ثالثاً اللاعبين :عندما يظن البعض أنهم "ضد القهر"
"الأهلي فريق عملاق" جملة سمعناها ونسمعها كثيراً منذ أربع سنوات بسبب المستوى الهائل الذي يظهر عليه الفريق بدليل النتائج والبطولات التي حققها .. ولكن في الوقت ذاته هذا لا يعني أن الأهلي يفوز بمجرد تسجيله لهدف في بداية أي مباراة !
فلاعبو الأهلي في الآونة الأخيرة تشعر وكأنهم يحصدون المفاجآت واحدة تلو الأخرى داخل الملعب .. تارة عندما يجدون الضغط القوي من المنافسين وتارة أخرى عندما يتقدمون بفارق مريح من الأهداف فتأتي المفاجأة بقدرة المنافس على التسجيل والعودة للمباراة من جديد كما حدث أمام القطن و انبي وأمام باتشوكا.
الفارق بين "أهلي 2005" و "أهلي 2008" أن الأول كان يتقدم ويفوز بسهولة ثم ينصب السيرك بالابداع والتفنن .. أما الفريق الحالي فهو يعتبر كل مباراة وكأنها حمل ثقيل على كتفه ينتهي بمجرد تسجيله لهدف التقدم الذي يظنه البعض هدف الفوز بالرغم من أننا نمتلك براءة اختراع أهداف اللحظات الأخيرة !
عش نجوميتك كما تحب .. ولكن لا تعشها بالوهم
هذه النقطة صارت مشكلة جديدة في الفريق .. فبعض لاعبي الأهلي الذين تألقوا في السنوات الماضية أبدعوا بسبب ادراكهم لحجم امكانياتهم الفنية والمهارية والبدنية الحقيقية فوضعوا نفسهم في الاطار الصحيح بدون الخروج عن المألوف .. ولكن حالياً تشعر وكأن البعض يلعبون في دائرة لا يتحملها اطار مستواهم الحقيقي فتجدهم تائهين في الملعب فيخرج السؤال التالي من شفاه الجماهير "هو فلان ماله النهاردة؟"
والحقيقة أن الاطار المرسوم حول كل لاعب يجب أن يتناسب مع حجم امكانياته الفنية حتى يتمكن من الظهور بالشكل المطلوب منه .. والحقيقة أن هذه النقطة يشترك فيها اللاعب ومدربه حيث يجب على المدير الفني أن يعيد اللاعب داخل اطاره بمجرد خروجه عنه ولكن ذلك لا ينفي مسئولية اللاعب نفسه في عدم معرفته لقدراته.
رابعاً الجمهور :تشجيع الفريق "من منازلهم" يفقدكم حق النقد
في يوم من الأيام كنا نقول أن الجمهور هو اللاعب رقم واحد في النادي الأهلي .. ولكن الحقيقة أن هذا اليوم اختفى من قاموس الأهلي الحالي بعدما أصبح من السهل أن تعد بالعين المجردة عدد جماهير الأهلي في الاستاد في مباريات الفريق.
وان كنا نلوم على مجلس الادارة بسبب أسعار التذاكر فان هذا لا يعني ايجاد المبرر للجمهور ليصبح مظهر الاستاد في مباريات الأهلي بهذا الشكل .. فقد تحول جمهور الأهلي الى جمهور مناسبات يحضر المباريات الكبرى فقط ويكتفي في باقي المباريات بالمشاهدة من المنازل ليسن السكاكين على رقاب الفريق مع أول اخفاق بالرغم من أن هذا الجمهور نفسه لا يقوم بواجبه تجاه فريقه !
فقبل أن نلوم على اللاعبين أو على الجهاز الفني بسبب انخفاض مستواهم يجب أن نجلد أنفسنا بسبب جلوسنا في منازلنا لمتابعة الفريق فإن فاز كان بها وان لم يفز نجهز المقصلة للاعبين .. لم يكن جمهور النادي الأهلي يوماً بمثل هذا الفكر السلبي .. و يكفي أن يصل الأمر أن جمهور إتحاد الشرطة أصبح يوازي عددياً جمهور الأهلي في القاهرة.
روح الفانلة الحمراء لا تنسج في مصانع "بوما"
منذ اليوم الأول لسماعنا كلمة "روح الفانلة الحمراء" ونحن نعلم أننا السر وراء بقاء هذه الروح .. فلولا وجودنا وراء الفريق في الملعب لتبخرت هذه الروح .. فالروح ليست في القميص الذي تصنعه الشركة الراعية لقميص النادي وانما هي روح مستمدة من الحماس القادم من حناجر تجلس في المدرجات بقلبها.
ويكفي أن أحد اللاعبين قال أن سبب توتر اللاعبين في مباراة الأهلي وانيمبا في اياب الدور قبل النهائي لبطولة أفريقيا هو مشهد الجماهير الكبيرة في الملعب والتي نسيها اللاعبون فأثر بالسلب على مستواهم فيما أصبحت حافز للفريق في مباراة القطن بعدما عادوا للاعتياد على وجود هذا الضغط فتم تصديره للمنافس وسجل الأهلي هدفين في أول 20 دقيقة.
و يكفي حادثة أن يتأخر الأهلي أمام فريق محلي صاعد من الدرجة الثانية و لا يجد من يشد أزره، ثم يتكرر الأمر في المباراة التالية فيتقدم الفريق بفارق هدفين و تتلقى شباكه هدفين في الدقائق الأخيرة مع فريق ينقصه في العدد و لا يوجد من يهتف في المدرجات لكي يخرج الفريق على الأقل بثلاث نقاط .. كل هذا يجعل اللاعب يعتاد ألا يعطي أفضل ما عنده في الدقائق الأخيرة التي كانت جماهير الأهلي تحمل لواء "التشجيع حتى الثانية الأخيرة".
و لا نعتقد أن جمهور النادي الأهلي يرضى أن يتحول استاد القاهرة من ملعب الرعب ومقبرة المنافسين الى صحراء جرداء يتناثر العشرات بين جنباته الواسعة .. فمن يرضى بذلك؟ و من يرضيه أن ننتظر مباريات الأهلي الخارجية لكي
نشاهد جماهير الأهلي تشجع في الإستاد؟ فأين جمهور القاهرة ؟
.
خامساً مواقع الجماهير :عندما تتحول من ألة نداء الى مركز اعلامي
أسوأ نقد هو ذلك الذي ترى فيه عيوب كل من حولك ولا ترى عيوبك .. والحقيقة أن مواقع جماهير الأهلي – ونحن منها – تتحمل أيضاً جزء كبير من مسئولية انخفاض مستوى الأهلي سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة .. فقد تحولنا من آلة نداء وتحفيز للجماهير لمساندة الفريق ولحضور المباريات في الملعب وللوقوف خلف اللاعبين الى مركز اعلامي ينقل للجمهور أخبار الفريق أولاً بأول.
والحقيقة أن الهدف الأول من وجود مواقع جماهير النادي هي مساندة الفريق ومن بعدها خدمة الجماهير .. ولكن الهدف الثاني سبق الأول في الآونة الأخير وإنصب الاهتمام على خدمة الجماهير في المقام الأول بالرغم من أن هذه الجماهير تهتم بخدمة الفريق أكثر من اهتمامها بالحصول على الخدمات المميزة.
فبعدما كنا دائماً ما نوجه النداء للجماهير لحضور المباريات تشعر وكأننا فقدنا الأمل في إحداث تغيير في ثقافة المشاهدة من المنازل فتجاوزنا هذه النقطة مع أن الاستمرار على هذه الوتيرة ربما كان ليجدي النفع ويدفع البعض للعودة للمدرجات الخاوية من جديد.
الخوف من التأثير السلبي هو السلبية بعينها
لا يخفى على أحد أن المستوى الفني للأهلي منخفض منذ فترة ونحن كمواقع جماهيرية ندرك ذلك جيداً .. ولكن الخوف من الخوض في هذه الأمور هروباً من ترديد نغمة التأثير السلبي على الفريق جعلنا نتغاضى عن المساندة المطلوبة والتوجيه في الاتجاه الصحيح .. فأفضل نقد هو ذلك الذي يأتي وأنت واقف على قدميك والأسوأ هو ذلك الذي يأتي وأنت ملقى على الأرض من فرط الانهاك.
وربما يكون مثل هذا التقرير هو محاولة للعودة بالفريق الى الاطار السليم ولكن هذا لا يعفي مواقع الجماهير من المسئولية في التوجيه للأخطاء بشكل نقدي سليم لا مصلحة فيه أو نية سيئة خاصة وأن الأمر الأكيد والذي لا يوجد خلاف عليه هو أن كل المواقع الجماهيرية الأهلاوية لا تسعى لشيء سوى لمصلحة الفريق .. فلعلنا نستفيد من هذا الدرس حتى نعود لممارسة أدوارنا الايجابية في مساندة الفريق والتوجيه نحو الطريق السليم في حالة الخروج عن الخط المستقيم الذي اعتدنا عليه.
و قد انساقت مواقع جماهير الأهلي خلف الاعلام المصري في تمجيد الفريق ورفعه الى مرتبة العالمية من خلال نشر تقارير مواقع عالمية عن الفريق وابراز مايكتب في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم دون توضيح ان مايكتب في موقع الفيفا عن الأهلي يكتب ما يماثله عن الفرق الاخرى المنافسة وبنفس الطريقة.
ولا ننكر ان هناك الكثير من مواقع الجماهير انساقت وراء قضايا الادارة التي تخوضها في مواجهة الجميع دون ان تتوقف للحظه واحده من اجل التفكير هل الأهلي على حق في هذه القضية اما ان ادارة الأهلي قد جانبها الصواب .. فليس من دور مواقع الجماهير مساندة الادارة في كل القرارات حتى لو كان القرار هو التخلي عن لاعبين في مستوى حسني عبد ربه او هاني سعيد
خلاصة ما تناولناه على لسان و أفكار جماهير الأهلي، أن التوقيت السليم لإعادة ترتيب أوراقنا جميعاً هو الآن، بعيداً عن ضغوط بطولة أفريقيا و حلم اليابان الذي تحول كابوساً، و أصبح أمامنا بطولة الدوري و الكأس و السوبر الأفريقي و هو ما يعطينا الوقت للتفكير ولإعادة تدعيم ما تصدع في العام الحالي.
من حقنا أن نحلم بفريق عالمي يشرفنا و يمتعنا و نفخر به، و لكن "ما نيل المطالب بالتمني"، و الصدق و الشفافية مع أنفسنا هو بداية العودة للطريق الصحيح. و ليبدأ كل ممن يشارك في منظومة الأهلي المستمرة منذ قرن في مراجعة نفسه وأدائه حتى نعود إن شاء الله في دبي 2009، و ما أصعب أن يكون كأس العالم للمرة الأولى في الشرق الأوسط بدون مشاركة زعيم الأندية العربية و الأفريقية .. النادي الأهلي.
الإثنين 25 سبتمبر 2017, 7:56 am من طرف الاهلى
» العاب روحانيه ادخل مش هتندم
الأربعاء 28 مايو 2014, 12:39 am من طرف mays
» لعبه ايه امنيتك
السبت 03 مايو 2014, 12:06 am من طرف mays
» انا عضوه جديده
السبت 03 مايو 2014, 12:02 am من طرف mays
» لعبة الاوامر
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:54 pm من طرف mays
» والله دي لعبه هتجنني
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:47 pm من طرف mays
» قصة لمن يريد التزوج
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:32 pm من طرف mays
» اختبر شخصيتك ادخلوو لايفوتكم
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:29 pm من طرف mays
» الجائزة 1000 جنية يلا مستنين اية
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:25 pm من طرف mays
» اكلات خفيفة وسريعة التحضير
الثلاثاء 29 أبريل 2014, 5:22 pm من طرف mays
» تعارف عضو زملكاوى جديد
الأحد 22 سبتمبر 2013, 1:59 pm من طرف الاهلى
» صور خطوبه عماد متعب على يارا نعوم)(حصريا على الاهلاوى الاول
الإثنين 25 فبراير 2013, 2:51 pm من طرف التفتيش
» كلمات نابعه من قلب محطم " تستحق القراءه
الخميس 03 يناير 2013, 12:34 pm من طرف eng sakariye
» من افلام جنيفر لوبيز فلم الاجرام والاثارة للكبار فقط مترجم 259 ميجا U Turn دي في دي
الإثنين 29 أكتوبر 2012, 4:45 am من طرف حبه ذبحني
» من افضل لاعب مصري
الجمعة 05 أكتوبر 2012, 3:53 am من طرف bada
» سجل دخولك على المنتدى بصلاه على النبى
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:55 pm من طرف زملكاوى صميم
» عايز تبعت رساله تهنئه بشهر رمضان ادخل وشوف وال تعجبك اكتبها
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:52 pm من طرف زملكاوى صميم
» عيد ميلاد الليله مين عيد ميلاد حبيبة قلبي ادخل هني بسرعه ...!!!
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:46 pm من طرف زملكاوى صميم
» **هنا بيانات كل الاعضاء**اتفضلم عرفم نفسكم **وتعرفم على غيركم **
الإثنين 10 سبتمبر 2012, 2:36 pm من طرف زملكاوى صميم
» شريط شرين الجديد حبيت *كامل (حصريا)
الثلاثاء 04 سبتمبر 2012, 5:11 am من طرف komatso001
» هتضحك غصب عنك
الإثنين 27 أغسطس 2012, 10:49 pm من طرف moro
» بالصور.. تصاميم ملاعب قطر لكأس العالم 2022
الإثنين 27 أغسطس 2012, 10:42 pm من طرف moro
» ايه اكتر موقف محرج اتعرضت ليه؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين 27 أغسطس 2012, 10:39 pm من طرف moro
» ألبوم منوعات اغانى حزن وجرح اروع الاغانى
الثلاثاء 15 مايو 2012, 4:03 am من طرف a7med_al3aidy
» *ننفرد كعادتنا بالاغنيه التى هزت الوطن العربى *الضمير العربى *حصريا على الاهلاوى
الأربعاء 18 يناير 2012, 8:31 pm من طرف bibayou
» اجازة الربيع في دبي مع مكتب ترحال العربية
السبت 07 يناير 2012, 11:36 pm من طرف business
» اجازة الربيع في دبي مع مكتب ترحال العربية
الثلاثاء 03 يناير 2012, 6:40 pm من طرف business
» برنامج يحول الكتابه الى صوت رجل أو إمرأة
الخميس 22 ديسمبر 2011, 3:01 pm من طرف مصطفی
» البطاقه العائليه للرسول عليه الصلاة والسلام " ارجو التثبيت للأهمية"
الخميس 22 ديسمبر 2011, 2:43 pm من طرف مصطفی
» جوزية
الثلاثاء 22 نوفمبر 2011, 1:05 am من طرف loveُs angil