وفاة مأساوية لإنكه حارس منتخب ألمانيا

هزت الوفاة المأساوية للحارس الأساسي للمنتخب الألماني لكرة القدم ونادي
هانوفر، روبرت إنكه، عن عمر ناهز الثانية والثلاثين، أركان الكرة
الألمانية.

رواية وكيل أعمال اللاعب يورج نيبلونج تشير إلى أن إنكه
انتحر مساء الثلاثاء عندما دهسه قطار بالقرب من إحدى نقاط السكك الحديدية
بحي إلفيزه، شمالي هانوفر.

وقال نيبلونج الذي أعلن عن مؤتمر صحفي له اليوم: "لقد وضع نهاية لحياته، الآن لا يمكنني قول المزيد".

وشاعت نظرية الانتحار بعد قليل من إعلان وفاة اللاعب، الذي أصيب بجروح دامية بعد أن صدمه القطار مساء الثلاثاء.

وأعلنت الشرطة على ضوء المؤشرات الأولية أن الحارس انتحر، حتى قبل أن يدلي نيبلونج بتصريحاته.

وتشير
الشرطة إلى أنه إذا تم الربط بين الأحداث، فقد قام إنكه بركن سيارته على
مسافة عشرة أمتار من شريط السكك الحديدية، وترك حافظته على المقعد المجاور
لمقعد القيادة وغادر السيارة دون أن يستخدم المفتاح لإغلاقها، ثم سار نحو
مائتي متر بجانب القضبان حتى دهسه قطار ضواحي.

قبل الكشف عن تلك الأمور، أعرب مارتن كيند -رئيس نادي هانوفر- عن أسفه لموت الحارس وأشار إلى أن الحالة النفسية للراحل كانت متدنية.

أما
أسباب ذلك فهي متنوعة، فالحارس كان يعاني من عدوى معوية تسببت في غيابه عن
بداية مشوار إعداد المنتخب الألماني للمشاركة في كأس العالم 2010 في جنوب
إفريقيا.

فضلا عن ذلك، تعرض إنكه لأزمة تمثلت في فقدان ابنته لارا
وهي في الثانية من عمرها قبل ثلاثة أعوام، جراء آلام في القلب لم تحل
العديد من العمليات الجراحية دون إيقافها أو حتى في الإبقاء على الصغيرة
على قيد الحياة.

وفي مايو الماضي تبنى روبرت وزوجته تيريسا طفلة عمرها ثمانية أشهر يبدو أنها قد أعادت إليهما شيئا من السعادة.

وكان يواخيم لوف المدير الفني لمنتخب الماكينات يعتبر إنكه حارسه الأساسي للمونديال، رغم أن اسمه لم يظهر في قوائم الفريق مؤخرا.

ولد
إنكه عام 1977 في مدينة يينا شرقي ألمانيا، وبدأ مسيرته الاحترافية في
نادي كارل تسيس بتلك المدينة عام 1995 وبعد موسم واحد انتقل إلى بوروسيا
مونشنجلادباخ أحد أندية الدوري الألماني.

ومن هناك، بدأ جولة
انتقالات بين العديد من الأندية الأوروبية، فبين عامي 1999 و2002 لعب
لبنفيكا البرتغالي، بعدها شد الرحال إلى برشلونة لموسم، قبل أن ينضم
لفناربخشه التركي لآخر، ثم موسم ثالث مع تنيريفي الإسباني، قبل أن يستقر
به المقام اعتبارا من عام 2004 في هانوفر الذي ظل يدافع عن عرينه حتى
وفاته.

ووراء كلمات كيند الأولى، توالت مثيلاتها من داخل صفوف
المنتخب الألماني الذي قدم لوسائل الإعلام أمس قميصه الجديد الذي سيرتديه
خلال المونديال.

فقد أكد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم تيو تسفانتسيجر أن وفاة إنكه قد هزت عالم الكرة بأسره الذي يعيش "تأثرا بالغا".

أما
مدير المنتخب الوطني الأول والهداف السابق أوليفر بيرهوف فأعرب عن تأثر
جميع لاعبي الفريق والمدير الفني لوف، الذي علم هو وقائد الفريق مايكل
بالاك بالخبر بعد نهاية التدريب الأول للفريق استعدادا لمواجهتي شيلي وكوت
ديفوار يومي السبت والأربعاء المقبلين وديا.

ولم يتم استدعاء إنكه للمباراتين، بعد أن غاب عن عدد من مباريات "المانشافت" مؤخرا بسبب مرضه المعوي.

وخاض اللاعب مباراته الأولى دوليا في مارس عام 2007 أمام الدنمارك ومنذ ذلك الحين لعب سبع مباريات أخرى بقميص المنتخب.

وامتد
التأثر بوفاة إنكه إلى عالمي السياسة والدين، حيث أعرب رئيس الوزراء في
ولاية ساكسونيا السلفي كريستيان فولف عن تعازيه رسميا كممثل للولاية التي
تعد هانوفر هي عاصمتها.

أما رئيسة المجلس الإنجيلي في ألمانيا
مارجوت كاسمان فتذكرت التعاطف الجم الذي ناله اللاعب من المواطنين، سواء
في نضاله ضد مرض ابنته أو لمساعدته في التغلب على فقدانها بعد ذلك.