جوزيه: أموال عمان سر ضياع حلم مونديال المصريين.. وبتروجيت منافس الأهلي الحقيقي

بالطبع
مانويل جوزيه سيظل الشخصيه الاكثر تأثيراً في مسيرة النادي الأهلي عبر
التاريخ وهو الامر الذي جعله يحتك كثيراً بالكره المصريه واحوال الكره
المصريه في السنوات الماضية .. فعندما يتحدث مانويل جوزيه عن الكره
المصريه فهو يتحدث كمصري قلباً وقالباً عاش هموم المصريين وجماهير كرة
القدم وارتبط بهم واصبح يعرف كل المشاكل التي تمر بها الكره المصريه ...
لذلك يصبح الحوار معه مهماً لجماهير الكره المصريه قبل جماهير القلعة
الحمراء

وكعادته
يبدو المدرب البرتغالي واقعياً في توقعاته وتطلعاته، فهو يؤمن بقدرات
منتخبه ولكنه يرفض أن يرفع سقف التوقعات، ويجعله أحد المرشحين للفوز
بالبطولة. ومع ذلك فإنه يتقبل ويتفهم ما قاله جوستينو فيرنانديز رئيس
الاتحاد الأنجولي لكرة القدم الذي تحدث سابقاً عن إمكانية الفوز بالبطولة.

جوزيه
في حواره الحصري لموقع "سوبر" الاماراتي يتحدث بدون تحفظات للصحفي
البرتغالي أنطونيو ريبيرو ويضع إصبعه على الجرح فيما يتعلق بغياب المنتخب
المصري عن نهائيات كأس العالم 2010، متذكراً مباراة المنتخب في عمان في
إطار مرحلة الإعداد للتصفيات، والتي زادت من توتر وإجهاد اللاعبين، وما
تبعها من هزيمة أمام الجزائر في الجزائر.

ونحن في El-Ahly.com ننقل لكم الحوار مثير مع المدرب الذي قاد الأهلى المصري إلي المجد بدون تغيير حرف واحد مع حفظ جميع الحقوق لموقع "سوبر" الاماراتي

* ما تقييمك للموقف داخل المجموعات الأربع التي تضم المنتخبات الستة عشر التي وصلت لنهائيات أمم أفريقيا، ولنبدأ بالمجموعة الأولى؟

-
في رأيي هي مجموعة متوازنة، ولكنها صعبة على كل المنتخبات. فالمنتخب
الجزائري استطاع التأهل لنهائيات كأس العالم، وهو إنجاز لم يحققه منذ عام
1986 في المكسيك، وبالتأكيد فإن ذلك رفع من روحه المعنوية كثيراً وأكسبه
المزيد من الثقة، وفي تقديري أن الأثر الإيجابي للصعود لنهائيات مونديال
2010 سيظل على نفس المستوى في نهائيات أمم أفريقيا لأن الفترة الزمنية
قصيرة، والجزائريون بصفة عامة فريق صعب يتميز بالإرادة، ويلعب دائماً -
بتحفز على أخطاء الآخرين ويجيد اقتناصها. ولا تنس أن تصنيفه بين المنتخبات
الأفريقية قد ارتفع مؤخراً، ولن يفرط بسهولة في هذه المكانة.

* وما الذي تتوقعه بالنسبة لمالي؟

-
هو منتخب قوي، ولكنه بغرابة شديدة غير محظوظ، فهو يضم مجموعة من أبرز
اللاعبين الذين فرضوا أنفسهم ويلعبون في أكبر الأندية الأوروبية مثل ديارا
في ريال مدريد، وكيتا في برشلونة، وكانوتيه في أشبيلية، والأخير واحد من
أفضل المهاجمين في الدوري الأسباني، وإذا لم أكن مخطئاً فإنه تم اختياره
لمدة عامين كأفضل لاعب في أفريقيا.

وإذا
نظرنا إلي منتخب مالاوي سنجد أنه الأضعف في المجموعة، دون الاستهانة أو
الاستخفاف به. ولكنني أعتقد أن المنافسة على بطاقتي التأهل لدور الثمانية
ستنحصر ما بين الجزائر ومالي وأنجولا، ولو دخلت مالاوي في المنافسة فإن
ذلك سيعد - بكل تأكيد - مفاجأة.

* وهل ستظل أنجولا في دائرة المنافسة؟

- لا تنس أن أنجولا هي الدولة المنظمة.

* هل ذلك ميزة أم لا؟

-
هذا يتوقف على كيفية تكيف اللاعبين مع هذه الحقيقة. فلو لعب اللاعبون
بمستواهم المعهود، وتعاملوا بإيجابية مع ذلك، فإنهم سيلعبون بصورة أفضل
على أرضهم وبين جماهيرهم المتحمسة. ولكن على الجانب الآخر فإن الإحساس
بالمسؤولية لو زاد على حده عند اللاعبين، واستسلموا للضغوط، فإن ذلك سيسبب
ضرراً هائلاًَ لهم.

مالي
ومالاوي يحتلان المركزين 20 و 21 على مستوى أفريقيا، لذلك فإن هناك
تقارباً في المستوى بينهما، ولكننا سنسعى للتفوق عليهما والفوز عليهما في
مباراتينا معهما، وأعتقد أن ذلك ممكن، لدينا كل شيء لنكسبه، وليس لدينا ما
نخسره، فالفوز الكبير حققته أنجولا بالفعل، بتحسين البنية الأساسية
لاستضافة البطولة، وتحسين الطرق والمواصلات، والمستشفيات والفنادق
والملاعب، ذلك هو النصر الأكبر لأنجولا في كأس الأمم الأفريقية.

وهناك مسؤولون كثيرون مثل رئيس الاتحاد جوستينو فيرنانديز يرون أنجولا مرشحة للفوز بالبطولة، وهذا طموح مشروع أوافق عليه.

* ولكن هل سيكون لذلك تأثير قاتل على اللاعبين؟

-
أحاول من جانبي باستمرار تقليل حجم الضغوط على اللاعبين. لا أحد في
أفريقيا يعتقد أن أنجولا ستفوز بالبطولة، الوحيد الذي يؤمن بذلك هو رئيس
الاتحاد الأنجولي، والشعب الأنجولي بأكمله، وهم يربطون ذلك بحقيقة أن
أنجولا هي البلد المنظم. ولكن قاعدة فوز الدولة المنظمة بالبطولة ليست
ثابتة، وآخر دليل على ذلك كأس الأمم الأفريقية 2008 في غانا، فقد لعب
المنتخب الغاني بخوف وحذر، ولم يقدم مستواه المعهود، وانتهى به الأمر إلى
احتلال المركز الثالث.

ونفس
الأمر تكرر من قبل مع مالي في عام 2002 فلم تكسب أيضاً البطولة. وعموماً
فإن المباراة الأولى تحدد بدرجة كبيرة طريقك في بقية البطولة، والمهم
الفوز بها لكي تهدأ الأمور، وتتبدد كل الشكوك حول قدرة المنتخب، ويكتسب
اللاعبون والجماهير الثقة الضرورية لمواصلة المشوار. ومن جانبنا نتمنى أن
نقدم مستوى جيداً، ونقدم كرة قدم جميلة تليق بأنجولا، ونتمنى أن يحالفنا
الحظ أيضاً.

لقد
استعنا بطبيب نفسي يعمل مع اللاعبين لإبعادهم عن الضغوط، وإعدادهم نفسياً
للبطولة، كما استعنا أيضاً بخبير للتغذية، لذلك فإننا نتوقع أن يتكيف
اللاعبون مع الضغوط بطريقة إيجابية، ويتغلبون عليها.

* وبالنسبة للمجموعة الثانية؟

- هذه مجموعة مخيفة بالفعل، تضم بوركينا فاسو التي يدربها باولو دوارتي الذي كان يدرب فريق (يو. ليريا) البرتغالي.

كوت ديفوار قوة عظمى في الكرة الأفريقية وفي تقديري أنها في مقدمة المرشحين للفوز بالبطولة.

غانا
أيضاً قوة لا يستهان بها، قد يكون مستواها أقل من كوت ديفوار، ولكن لا
يمكن أن أغفل أنها إحدى المرشحين للوصول للأدوار النهائية وحتى الفوز
باللقب.

ويتبقى
منتخب توجو، وفي تقديري أنه - من حيث المبدأ - يمتلك أقل الحظوظ للتأهل
لدور الثمانية، لقد لعبنا ضد توجو بالفعل في لشبونة وكسبناها 2- صفر
وأعتقد أن منتخبها يضم لاعبين مميزين على رأسهم بالطبع إديبايور، ومع ذلك
لا يبدو أنها تملك القدرة على أن تصارع المنتخبات الثلاثة الأخرى في
المجموعة، الطريف أن هذه المجموعة تتمتع بجاذبية كبيرة وهي أنها تضم ثلاثة
لاعبين كبار يلعبون في الدوري الإنجليزي، ويعتبرون من أبرز اللاعبين هناك،
وهم إديبايور في منتخب توجو، وإيسيان من غانا، ودروجبا من كوت ديفوار.

*
نأتي للمجموعة الثالثة، ونعتقد أنك ترتبط بها عاطفياً بحكم أنها تضم
المنتخب المصري الذي يضم غالبية لاعبي النادي الأهلى الذي ترتبط معه
بذكريات جميلة؟

-
المنتخب المصري هو بطل آخر بطولتين لأمم أفريقيا، وهو أيضاً أحد أبرز
المرشحين للفوز بها للمرة الثالثة على التوالي. ولا نستطيع أن نغفل أن
نيجيريا أحد المنتخبات الكبيرة في أفريقيا، ولكن الغريب أن نتائجها مؤخراً
لا توازي إمكانياتها الكبيرة، ولكن بدون شك فإنه أقوى من موزمبيق وبنين.

مصر
ونيجيريا هما المرشحتان للتأهل لدور الثمانية عن هذه المجموعة، ولكنني
أعتقد أن نيجيريا ستجد صعوبة كبيرة في مواجهة منتخب موزمبيق بعد المواجهة
الصعبة بينهما في تصفيات كأس العالم.

ولكنهما
الآن سيلتقيان في ملعب محايد وبالتأكيد ستكون الأحوال مختلفة لكل منهما،
وربما يكون التاريخ حاضراً في تلك المباراة، لأن نيجيريا تسعى دائماً
لإثبات وجودها في الأحداث والبطولات الكبيرة.

* هل تعتقد أن المنتخب المصري سيكون حاضراً بقوة في تلك البطولة؟

- المنتخب المصري يضم جيلاً من اللاعبين الكبار يقترب من نهايته الكروية، لاعبين ربما هم الأفضل في تاريخ الكرة المصرية.

وعلى
الجانب الآخر فإن عدم تأهله لنهائيات كأس العالم لا يعني استبعاده من
الترشيح لبطولة الأمم الأفريقية، وفي تصوري أن المنتخب المصري أفضل من
نظيره الجزائري، ولكنه ارتكب خطأ هائلاً في الأيام القليلة الهامة قبيل
مباراة الجزائر الأولى بالجزائر، وذلك عندما وافق على اللعب مباراة ودية
خاصة مع المنتخب العماني، هذه المباراة كان لها تأثير أيضاً على هزيمة
النادي الأهلى من سانتوس الأنجولي وخروجه من كأس الكونفدرالية. فقد تعرض
اللاعبون لإجهاد بدني شديد بعد ما بذلوه من جهد في رحلة المنتخب.

لقد
فازوا 1/صفر في عمان، وكسبوا أموالاً كثيرة من بعدها، ولكن ذلك أدى إلى
الهزيمة في الجزائر فقد خسر المنتخب المصري هناك 1/3 وتعقدت حساباته في
المجموعة بشكل كبير، وأثر ذلك على مباراة الدور الثاني في القاهرة. لقد
قلتها أكثر من مرة أن اللاعبين بحاجة للراحة، ولكن لم يكن هناك أحد مستعد
لكي يستمع لي.

* ما هي وجهة نظرك بالنسبة للمباريات التي تجمع المنتخبين المصري والجزائري؟

-
هناك تنافس دائم بين المنتخبين، والتوتر بينهما شديد، لأن كل شيء أصبح
متعلقاً بـ 90 دقيقة من اللعب. الجزائر لم يلعب في كأس العالم منذ 1986،
ومصر أيضاً لم تشارك منذ 1990، وكل الظروف المحيطة بالمباراة أدت إلى
التطرف في التشجيع، الناس في مصر عاطفيون جداً يتميزون بحسن الضيافة
والمودة، ولكن للأسف فإن كرة القدم توجد حالة من الانفعال وأحياناً يزيد
ذلك الانفعال أو تتم المبالغة فيه مما يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يصح أن
تحدث في كرة القدم.

* من المسؤول أو المتهم؟

-
لا أحد، لا تنظر لي هكذا، تفسير ما حدث يعود إلى الانفعالات التي تصاحب
كرة القدم، وينبغي أن ندين أي شكل من أشكال العنف، الكل يذهب للمباراة
بنية الفوز، وتزيد الرغبة أكثر عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في نهائيات
كأس العالم، لذلك لا يمكننا أن ندين أو نتهم طرف أو آخر.

*
في حديث لـ"موقع سوبر" اعترف جيلبرتو أن زملاءه في النادي الأهلى طلبوا
منه الانتقام لهم لأن الجزائر في نفس مجموعة أنجولا وطلبوا منه ما هو أكثر
من ذلك؟ هل لديك فكرة عن هذا؟

-
نعم، لقد علمت بذلك وعلى مدار الأسابيع الماضية اتصل بي أحد الذين على صلة
بالنادي الأهلى، وطلب مني الثأر لخروج مصر من كأس العالم. كما أن بعض
اللاعبين أصابهم الشعور بالإحباط بسبب ذلك، فقد كانت جنوب أفريقيا تمثل
لهم آخر فرصة للمشاركة في كأس العالم.

وبالتأكيد
انعكس ذلك على النادي الأهلي الذي يضم معظم اللاعبين البارزين في المنتخب،
وهم اللاعبون الذين شكلوا نواة الفريق الذي حقق نجاحات هائلة في السنوات
الأخيرة. وبدأ البعض يلقي اللوم على التقدم في السن والإجهاد البدني.

بعض
الأصدقاء طلب مني الفوز على الجزائر ولكن كرة القدم لا ترتبط بتلك المشاعر
نحن نريد أن نكسب الجزائر، ولكن ليس بدافع الانتقام أو الثأر.

* ماذا عن رحلتك مع النادي الأهلى؟

-
أنا على صلة مستمرة بالنادي الأهلى، وأتحدث باستمرار مع أصدقائي هناك،
أعتقد أن المنافس الرئيسي للنادي الآن هو نادي "بتروجيت"، صحيح أن الأهلي
فقد بعض النقاط أمام الزمالك والاسماعيلي، ولكنه لم يخسر أيضاً. وأعتقد أن
حسام البدري يؤدي عملاً جيداً، وأن الأهلي في طريقه للفوز ببطولة الدوري
المصري مرة أخرى، خاصة أنه لا يشارك في بطولات خارجية أخرى.

* بقي أن نتحدث عن المجموعة الرابعة؟
-
الكاميرون من أكبر المنتخبات في أفريقيا، والجابون أيضاً منتخب كبير يقدم
مستوي جيداً، وأتصور أنه سيكون أحد المنتخبين المتصدرين لهذه المجموعة،
المنتخب التونسي بقيادة هومبرتو كويلهو لم يحالفه الحظ في التأهل لكأس
العالم، ورغم أنه يدربه مدرب جديد هو فوزي البنزرتي يستطيع تحفيز
اللاعبين، إلا أنني لا أعتقد أنه يستطيع التفوق على الجابون والكاميرون.