اللعب على مشاريب الكرامة

أسوأ ما سينال من الأهلي لو لم يتمكن من الفوز على الاتحاد الليبي في لقاء الاياب وتعويض فارق الهدفين سيكون وضع نقطة في نهاية سطر بطولات السنوات الخمس الماضية ومنح القارة السمراء بالكامل حق معرفة نهاية الجيل المرعب وبداية مشوار جديد وصعب للإعلان عن عودة عمالقة أفريقيا .



فالبطولة الأفريقية الكبرى عرفت منذ بدايتها كيف يمكن لفريق أن يسيطر عليها لسنوات ثم يبتعد فاتحاً المجال لفرق أخرى للسيطرة عليها .. حدث ذلك مع الانجلبير الذي وصل للنهائي منذ عام 67 حتى عام 70 والأهلي في حقبة الثمانينيات والزمالك في بداية التسعينيات وغيرهم .



والأهلي بدأ في طريق وضع تلك النقطة في نهاية سطر تفوقه في كتاب "المسيطرين على القارة" في السنوات الأخيرة عندما خسر في العام الماضي في دور الـ16 من البطولة أمام فريق كانو بيلارز المغمور بعد أربع بطولات متتالية وصل لنهائي البطولة فاز منهم بثلاث نسخ .



واليوم يجد الأهلي نفسه أمام المحاولة الأخيرة ليواصل كتابة مجده المتتالي عندما يسعى لتخطي المأزق الذي وصع نفسه فيه بيده أمام فريق ضعيف هو الاتحاد الليبي بالخسارة بهدفين دون مقابل .



قد نتفق جميعاً على وجود قصور فني في النادي الأهلي .. البعض يراه في المدير الفني والأخر يراه في اللاعبين الكبار ومجموعة أخرى تراه في ضعف امكانيات اللاعبين الصغار سواء من الناحية الفنية أو من الخبرة .. ولكن الأكيد أن المجموعة بالكامل تلعب على أخر أوراقها وهي الحفاظ على كرامة الفريق الأفريقية .



فالأهلي في مباراة الاياب سيبدو كالمقامر الذي يجب أن يلعب على كل أوراقه وكل ما يملك حتى يحافظ كل فرد على هيبته وكرامته الشخصية بجوار هيبة المجموعة وإلا فلتكن النقطة الفاصلة في كرامة كل منهم .



فالبدري يجب أن يثبت أنه ليس ذلك المدرب السيء الذي يطالب الجمهور برحيله لأنه أضعف فنياً من أن يدير فريق بحجم النادي الأهلي .. واللاعبون الكبار يجب أن يثبتوا أنهم مازالوا قادرين على العطاء وقيادة النادي الأهلي للرد على من يقولون أنهم "شطبوا كورة" .. والشباب يجب أن يثبتوا أنهم مجموعة من اللاعبين الموهوبين القادرين على خلافة الكبار ومواصلة مسلسل الهيمنة على كل البطولات .. والمجموعة بالكامل مطالبة بأن تثبت أن روح الجماعة موجودة في النادي الأهلي وأن الفريق لم ينفرط عقده برحيل مانويل جوزيه .



المطلوب من كل فرد في النادي الأهلي أن يعرف تماماً أنه مسئول عن نفسه في الفترة المقبلة .. فلا يحق للبدري أن يلوم اللاعبين الشباب بحجة أنهم لا ينفذون التعليمات ولا يحق للشباب أن يلوموا الكبار بحجة أنهم لا يساعدوهم في الوقوف على أقدامهم في الملعب ولا يحق للكبار أن يلوموا الجهاز الفني بحجة أنه لا يمنحهم المساندة المعنوية التي تساعدهم على اظهار امكانياتهم وخبراتهم .



فالأن الفريق وضع نفسه في وضع يبدو فيه كل فرد مسئول بشكل شخصي عن اجادته وتفوقه وقدرته على قيادة الفريق لتعويض فارق الهدفين في مرمى الاتحاد الليبي .



قد يبدو من غير المنطقي أن تتسبب مباراة واحدة في وضع كلمة النهاية في مصير فريق مكون من عناصر مختلفة بين لاعبين شباب وكبار ومدير فني يحاول فرض اسمه على الساحة .. ولكن الحقيقة أن الفريق سيلعب في لقاء الاياب على مشاريب الكرامة الأفريقية ولو خسرها فلن يجد من يدفع عنه الحساب !