كأس الأمم الإفريقية بين الماضي والحاضر (4)

بقي لنا حلقة واحدة قبل الأخيرة أي قبل انطلاق الحدث الكبير الذي ينتظره الجميع، ويقف له العالم باحترام، نعم باحترام لان أندية العالم وجماهيرها تتابع لاعبي فرقهم وليسوا لاعبي إفريقيا، فرقهم التي تدين للاعبي القارة السمراء بكل ما هو غالي.



لاعبي هذه القارة التي دائما ما تنجب الكثير من اللاعبين أصحاب البصمات التي لا تنسي لهذه الأندية، فتعالوا بنا نثبت هذا الكلام من خلال الخمس بطولات التي نحن بصدد الحديث عنها اليوم،وما الفرق بينها وبين البطولات الـ15 التي قدمناها من قبل ، وهل بالفعل شعرنا بتقدم وفارق كلما تقدمنا في السنين؟.. وما مدي انتشار الأسماء التي سنسمع عنها الآن من خلال تلك البطولات الخمس والبطولات الخمس القادمة التي سنقدمها لكم في الحلقة قبل الأخيرة.



- البطولة السادسة عشر:
شارك في هذه البطولة 8 منتخبات هي: المغرب ومصر والكاميرون وكوت ديفوار والجزائر ونيجيريا وزائير(الكونغو الديمقراطية) وكينيا، وكانت تلك البطولة قد احتضنها المغرب عام 1988 ونجح منتخبها في استغلال عاملي الأرض والجمهور في الوصول للدور قبل النهائي للبطولة، ونجح المنتخب العربي الثاني منتخب الجزائر في الوصول إلي نفس الدور.

لكن كانت هذه هي نهاية مغامرتهم بين أدغال إفريقيا، حيث أطاح بهما منتخبي الكاميرون ونيجيريا، حينما فازت الكاميرون علي صاحبة الأرض بهدف للاشيء في حين فازت نيجيريا علي الجزائر بضربات الترجيح 9-8 بعد أن انتهي قوت المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 ليصل منتخب الكاميرون لثاني مرة علي التوالي لنهائي البطولة.

وهذه المرة لم يضيع لاعبو الأسود التي لا تقهر الفرصة مثلما ضاعت في البطولة الماضية أمام الفراعنة، وفازت الكاميرون باللقب بعد أن تغلبت علي نيجيريا بهدف وحيد أحرزه ايمانويل كوندي من ضربة جزاء، ليهدي بلاده اللقب الإفريقي الثاني، وفازت الجزائر بالمركز الثالث بفوزها علي المغرب 4-3.

واقتسم لقب هداف البطولة وقتها كل من: المصري جمال عبد الحميد والكاميروني روجيه ميلا والإيفواري عبد الله تراوري والجزائري الأخضر بللومي واكوارجي من نيجيريا ولكل منهم هدفين فقط.





- البطولة السابعة عشر وأول بطولة في التسعينات:
أقيمت هذه البطولة علي ارض عربية في الجزائر عام 1990 وهي ثاني بطولة علي التوالي تقام في شمال إفريقيا ولكن هذه المرة لم تفوت الجزائر الفرصة مثلما حدث في البطولة الماضية مع المغرب حينما خسرت اللقب علي أرضها، ففازت الجزائر باللقب الوحيد لها بعد أن تغلبت علي نيجيريا في نهائي البطولة 1-0.

وكانت تلك البطولة قد أقيمت بمشاركة 8 منتخبات هم: الجزائر والكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا وزامبيا والسنغال وكينيا ومصر التي شاركت بالمنتخب الثاني ، حيث كان المنتخب الأول يستعد لنهائيات كاس العالم بايطاليا وخسر وقتها المنتخب "الرديف" في الثلاث مباريات التي لعبهم.

وصعدت الجزائر إلي الدور النهائي بعد فوزها علي منتخب السنغال 2-1 لتقابل في النهائي المنتخب النيجيري الذي كان قد فاز بدوره علي زامبيا 2-0، وحلت السنغال رابعة بعد خسارتها من زامبيا بهدف مقابل لا شيء، وذهب لقب هداف البطولة إلي الجزائري جمال مناد برصيد 4 أهداف.





- البطولة الثامنة عشر وزيادة المنتخبات:
لأول مرة تقام البطولة بمشاركة 12 فريقا بعد أن ظلت لفترة طويلة مقتصرة علي 8 منتخبات فقط، فكان القرار لزيادة قوة البطولة ولإعطاء الفرصة للعديد من المنتخبات أن تدخل غمار المنافسة.

احتضنت السنغال هذه الدورة عام 1992 وتم تقسيم المنتخبات لأول مرة إلي 4 مجموعات كل مجموعة بها 3 فرق يصعد منهم الأول والثاني إلي دور الثمانية، وقد صعدت منتخبات نيجيريا وغانا وكوت ديفوار والكاميرون إلي الدور قبل النهائي، وتقابلت غانا مع نيجيريا وتمكن المنتخب الغاني من الفوز 2-1 ليلاقي منتخب كوت ديفوار الذي فاز بدوره علي الكاميرون بضربات الجزاء الترجيحية 3-1 بعد أن انتهت المباراة بالتعادل السلبي.

ولعب منتخبي غانا وكوت ديفوار مباراة نهائية كانت غاية في المتعة والندية واستمر التعادل فيها في كل شيء إلي أن انتهت المباراة بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلي ضربات الترجيح التي كانت مثيرة هي أيضا، وتفوز كوت ديفوار بعد ماراثون طويل بنتيجة 11-10 وتحرز اللقب.

وحصل المنتخب النيجيري علي المركز الثالث بعد فوزه علي الكاميرون 2-1 وذهب لقب هداف البطولة إلي النيجيري رشيدي ياكيني برصيد أربعة أهداف.





- البطولة التاسعة عشر – بطولة المفاجآت:
في عام 1994 أقيمت البطولة في تونس وكانت أولي المفاجآت قد شهدتها المباراة الافتتاحية، حيث خسرت تونس صاحبة الأرض أمام مالي 2-0 وخرجت بشكل مذل من الدور الأول، أما ثاني المفاجآت هي وصول المنتخب الزامبي للنهائي رغم انه كان يشارك بفريق اغلبه من اللاعبين الشباب بعد حادث تحطم طائرة المنتخب الأول للفريق قبل البطولة بفترة قصيرة ولقي معظم أفراد الفريق الأساسي مصرعهم.

والتقت زامبيا في النهائي مع نيجيريا بعد أن فازت في قبل النهائي علي منتخب مالي برباعية نظيفة، بينما فازت نيجيريا في قبل النهائي علي منتخب كوت ديفوار في مباراة مثيرة بضربات الترجيح 4-2 بعد انتهاء وقت المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2.

وخسرت زامبيا اللقب في النهائي بشكل أكثر من مشرف، حيث فاز عليها المنتخب النيجيري بنتيجة 2-1 لتحرز نيجيريا اللقب، وتفوز كوت ديفوار بالمركز الثالث بعد فوزها علي مالي 3-1، وفاز بلقب هداف البطولة للمرة الثانية علي التوالي النيجيري رشيدي ياكيني برصيد 5 أهداف.

كانت هذه البطولة قد شهدت إحراز اللاعب المصري أيمن منصور أسرع هدف في تاريخ كاس الأمم الإفريقية وذلك بعد مرور 23 ثانية من مباراة مصر والجابون يوم 26-3-1994 بتونس.





- البطولة العشرين ومشاركة جنوب إفريقيا للمرة الأولي:
زادت عدد الفرق المشاركة في هذه البطولة إلي 16 فريقا، وكانت أول بطولة تنظمها جنوب إفريقيا علي مدار التاريخ، بل أول مشاركة لهذا البلد علي الإطلاق بعد أن تم استبعادها من أي مشاركات دولية آو قارية بسبب أنها كانت تنتهج سياسة التمييز العنصري، إلي أن تم العفو عنها لتنظم هذه البطولة عام 1996.

وشهدت البطولة انسحاب المنتخب النيجيري قبل البطولة لأسباب سياسية، ليتقلص عدد المنتخبات المشاركة إلي 15 فريقا، وفازت جنوب إفريقيا باللقب الأول لها بعد أن تغلبت علي تونس في النهائي 2-0، وكان منتخب جنوب إفريقيا قد صعد للنهائي بعد فوزه في قبل النهائي علي غانا 1-0 وصعدت تونس لنفس الدور بعد فوزها علي زامبيا 4-2.

وذهب المركز الثالث إلي منتخب زامبيا بعد فوزه علي غانا 1-0، بينما حصل النجم الزامبي كالوشا بواليا علي لقب هداف البطولة برصيد 5 أهداف، وكانت مصر هي الفريق الوحيد الذي فاز علي صاحبة الأرض بهدف نجمها احمد الكاس.

وبهذا ننتظر الحلقة القادمة ذات الانجازات المصرية والتي تحققت بالفوز مرتين باللقب الغالي خلال أخر خمس بطولات أقيمت علي مدي 10 سنوات..ثم إلي غانا 2008.

شكراااااااااااااااااااااااا